لجنة برئاسة علي عثمان
منذ ان اتخذ البشير قراره بمواجهة نصف الإسلاميين بالنصف الاخر الذي معه، وأتي بمحمد طاهر ايلا واحمد هارون أحس الإسلاميين الذين أبعدوا بالخطر وزاد وضعهم سواء بإعتصام القيادة العامة الذي أوضح بجلاء إن القوات المسلحة ورتبها المتوسطة والدنيا والضباط وضباط الصف والجنود متأثرين بثورة ديسمبر التي إستمرت لأربعة أشهر وتركت أثراً عميقا في كآفة فئات المجتمع السوداني.
الإسلاميون تكمن قوتهم في السيطرة على القوات المسلحة، وتكمن قوة البشير في السيطرة على الحركة الإسلامية والإسلاميين انفسهم، وظن الإسلاميين في البدء إنه يمكن إستخدام الثورة للتخلص من البشير كعبء على الدولة والحزب ولكن البشير إتخذ إجراءات مفادها إنه على إستعداد لتناول كل الخارجين من الإسلاميين في وجبة الغداء قبل أن يكملوا إستعدادتهم لتناول البشير في وجبة العشاء، ولذا إضطر على عثمان ومجموعة نافع للرجوع الي بيت الطاعة وابدوا إستعدادهم للعمل مع مجموعة البشير بعد أن هددهم جميعا إعتصام القيادة العامة والتمرد المنتشر في صفوف القوات المسلحة والشرطة وإستطاع على عثمان ونافع إقناع البشير برئاسة اجتماع المؤتمر الوطني لوضع خطة للقضاء على اعتصام القيادة العامة ونشر العنف والاستعداد لمعركة تشبه (غزوة الجمل) على أيام حسني مبارك، ولا سيما ان الغضب ينتشر كالنار في العشيم داخل القوات المسلحة، وقد حضر اجتماع الامس لقيادة المؤتمر الوطني قادة الاجهزة الأمنية وقادة القوات المسلحة وعلى راسهم كمال عبد المعروف، وتكونت لجنة برئاسة علي عثمان وسترجع هذه اللجنة الي النائب الاول عوض ورئيس الوزراء ايلا للتنفيذ، وقد أكد علي عثمان ونافع وعوض الجاز وإبراهيم احمد عمر وقادة المؤتمر الوطني الاخرين ان البشير رمز الشرعية ولا تخلي عنه عبر أي ترتيبات مدنية او عسكرية وسيذهبون معه للانتخابات المزعومة.
ان مجموعة الإسلاميين الحاكمة بمختلف تياراتها قررت ان ترجع الي بيت الطاعة فهي لا قبل لها بمواجهة البشير، واختارت ان تواجه الشعب والقوات المسلحة، علينا بأقصى درجات الدقة والسرعة وفي قوى الحرية والتغيير وكآفة تيارات المعارضة وكل الوطنيين في القوات المسلحة مواجهة المؤتمر الوطني وعلى راسه البشير وافشال مخططهم، وعلى السودانيين في الداخل والخارج وأصدقاء السودان والمتضررين من حكم الإسلاميين السودانيين الذي دمر السودان واضر بعلاقاته بدءاً بجيرانه الاقربين والمجتمع الدولي دعم ثورة الشعب السوداني في معركة خيارها واحد هو الانتصار، لا زمن نضيعه في النقاشات العقيمة فلنتوجه لدعم الاعتصام في القيادة العامة، وتصعيد الثورة في مدن وريف السودان وأن تكون ثورة سلمية لا تنجر مطلقا الي العنف تجنباً لتجارب سوريا واليمن التي دفعها الإسلام السياسي نحو العنف، الخيار الوحيد امامنا هو تصعيد المعركة في الداخل والخارج وفي وحدة لا انفصام لعراها بين الشعب وقادة الثورة في المجتمعين المدني والسياسي.
ان شمس نظام الانقاذ قد غربت وان شعبنا على مشارف الانتصار ، وارادة الشعب لا غالب لها ومهرها الشهداء وثلاثين عام من التضحيات.
*والمجد لشعب السودان*
9 ابريل 2019م