بمقياس العقل ، نعم انتصرت الثورة السودانية ولكن لم يكتمل نصرها، وبمقاييس العاطفة لم تنتصر ولا يحزنون.
كل الثوار الذين خرجوا للتظاهر والاعتصامات والذين تخلفوا من الاعراب، كانت تحدوهم امنيات وآمال عراض، ليس بتنحي البشير فحسب ، وإنما إزالة نظام جسم طويلا في الحكم .دمر كل شئ ولعل أهمها القيم السودانية . لم يكن الإنقاذ بشيرا فحسب ؛ الإنقاذ نظام حكم احتمي بالإسلام السياسي بكل ترساناته القمعية ، وفهمه الاقصائى ورغبته في فرض النزق والفجور السياسي . في مقابل ذلك كانت الآمال تتجه لتحويل السودان جنة آدمية.
حدث ما حدث ، ليس من انصار نظرية المؤامرة ، بل اهتبال انصاف الفرص الموجودة أي البراغماتية السياسية .
هل المجلس العسكري صنيعة انقاذية؟!
هل هي تمثيلية سيئة الإخراج؟!
غيرها وغيرها من الأسئلة منطقيها وعديمه.
اذن تحول الفرح للشك والريبة والخوف من المجهول .
حقائق هامة تقفز للذهن ، أهمها أن الشعب السوداني بيده قوة ناعمة ، تشكلت في سلميته وإصراره علي النصر . هذا بحد ذاته كرت ضغط اذهل العالم . هذا الأمر الان بيد قوي الحرية والتغيير والتي تفاوض المجلس العسكري .
المجلس العسكري به ما به الديفوهات والنواقص والتي ارقت كل من القي السمع وهو شهيد .
هنا تأتي الحكمة أنه لابد من الموائمة ما بين المدني والعسكري ، ما بين الممكن واللاممكن، بين العاجل التحقيق وبين اجله.
هذا ما يستوجب من قوي الحرية والتغيير والحركات المسلحة من الإسراع بتكوين الحكومة المدنية .
يأتي هذا في ظل تأكيد المجلس العسكري أنه مجلس لادارة امور السيادة وحفظ الأمن للمواطن والوطن . تبقي مسألة تعيين مدني في مجلس عسكري اشتطاط . العسكرية لها تراتيبها ونظامها. والذي يجعل من ذلك الأمر سابقة . وهنا لابد من التفريق من كونه مجلس لادارة الأمور السيادية وليس مجلس سيادي قائم بذاته .
اذن فليبقي المجلس العسكري كما هو دون التدخل في أي سياسات او قوانين او تراتيب حكم . ويقتصر دوره فيما ذكر .
في مقابل ذلك تشرع الحكومة المدنية . بإصدار قرارات وزارية حكومية بمراسيم دستورية طالما ظل الدستور معطلا تشمل هذه القرارات :
حل المؤتمر الوطني وقانون العزل السياسي لكل منسوبي النظام وغلاته.
تشكيل نيابات ومحاكم لمحاربة كل من اهلك نسل وزرع السياسة والاقتصاد السوداني .
النظر في جهاز الأمن والمخابرات بتفكيكه او إلغائه أو حتي تعديل اختصاصاته
تنقية الإعلام والمناهج الدراسية من العبث الذي لحق بها .
محاكمة كل من ولغت يده في الدم . وأعادت الاعتبار لكل الشهداء منذ سني الإنقاذ الأولي.
وضع اليد علي كل مليشيات وكتائب النظام .
وغيرها من التشريعات التي تلبي طموحات الثوار.
تكون الثوره خير ضامن للحكومه علي ان يستمر الاعتصام حتي التأكد من السير في الطريق الصحيح . كل السودان تعلم الدرس بالا ينخدع يوما . فنحن جيل متسامح رغم اطلاعنا في كتب المطالعة ان
برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا..
فمشي في الأرض يهدي ويسب الماكرينا
نستذكر مقولة الديك وقد وعينا الدرس
مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا
ومخطى من ظن يوما أن للكيزان دينا
اذن تفائلوا وأطلقوا لاحتفالاتكم العنان. ولا تصدروا اليأس.
فكلما احسستم ان هنالك خديعة ما . غنوا بملئ فيكم . كا كا كا كدابة !!