هل شاهدتم والدة الشهيد مجدي شهيد العملة والذي قام نظامكم البائد بإعدامه في ماله الخاص، هل شاهدتم والدته في اعتصام القيادة العامة وهي تحمل علم السودان بيدها وتلصق صورة ابنها على زجاج سيارة وهو يرتدي روب التخرج في الجامعة؟
هل شاهدتم تلك الام الثكلى ومرارة الفراق ودموع الحسرة تغطي عينيها؟
هل شاهدتم اهالي واصدقاء ورفاق وزملاء شهداء سبتمبر ٢٠١٣، وشهداء ديسمبر مصعب وابشر واحمد و وفاء وبشير والنيل وعبد العظيم وبابكر وأحمد خير ومحمد ومهيد وشوقي وصهيب وإسلام وحسن ومحجوب وطارق و…و…وحسرة الفراق وألم الوداع يغص حلقوهم ويغض مضجعهم يحملون صور احبابهم في ديباجات عليها صورهم وهي تنادي تعالوا القيادة.
هل رأيتم الاقباط وهم يرسمون لوحة زاهية في صلاة الجمعة ويشدون المشمعات والمفارش فوق رؤوس المسلمين اثناء تأديتهم الصلاة خوفاً عليهم من حرارة الشمس..اولئك الاقباط الذين نكلتم بهم شر تنكيل وتعديتم على طقوسهم واقتحمتم خصوصيتهم في الكريسماس وليالي رأس السنة تحت اسم سيء الذكر قانون النظام العام. هل رأيتم تلاحمهم وانصهارهم مع المسلمين .
هل شاهدتم فرحة الشعب السوداني باقتلاع كبيركم الذي علمكم السحر، هل حدث أن شاهدتم في القريب او البعيد ومنذ العام ١٩٨٩ مثل تلك الفرحة، هل سمعتم زغاريد النساء وتكبير الرجال وابواق السيارات هل شاهدتم اعلام السودان ترفرف في كل الايادي وعلى ساريات المنازل ومن نوافذ السيارات في فرحة وتلاحم وطني غير مسبوق ذابت معه كل الفوارق الطبقية والقبلية التي اججتم نيرانها بحروب الابادة العنصرية.
هل شاهدتم الكهول والشباب والنساء والاطفال يرقصون في فرح باذخ ويوزعون الحلوى والتمر والجميع يردد فوق فوق سودانا فوق؟
هل رأيتم جنود القوات المسلحة وهم يُحملون فوق الاعناق كالابطال يزفون عرساناً في فرح الوطن الكبير؟ هل شاهدتم كل ذلك؟ ماهو شعوركم وماهي احاسيسكم؟ ألم تشعروا بالخزي والعار والانحطاط والنتانة؟ الم يغرقكم الاحساس بأنكم انتم ولا سواكم الجرذان وشذاذ الآفاق؟ هل ايقنتم بأن امبراطوريتكم التي شيدت على معاناة وسحل وتقتيل وتشريد وترويع المواطنين كانت امبراطورية من ورق؟ ما إن هب الشعب من سباته إلا واستحالت هباءً تذروه الرياح.
واصبح اصفياؤكم وندماؤكم يغطون على وجوههم وينكرون ذكركم ونسبكم فغدوتم لقطاء الفكرة والوجهة والمذهب.
خارج السور
يقولون إن الكلب اذا لعق اناء يحتاج الاناء الى التطهير بالتراب ثلاثاً..اعلموا أن الوطن يحتاج منا الى المزيد من التراب والمزيد من التطهير..
سهير عبد الرحيم
الانتباهة