لعل أهم أذرع الديمقراطية المستدامة، الاحزاب السياسة، وهي الآلية الوحيدة للتداول السلمي للسلطة ، هكذا تم تعريفها والتبشير لها في علم السياسة .
حاولت كثير من الأنظمة الشمولية ، والتي تدعي الديمقراطية ، تزييف الفكرة من خلال تبنيها لحزب واحد حاكم ومسيطر علي المشهد السياسي، وصنع احزاب ديكوريه مكملة للمشهد ، منذ عهود الهتلرية ، والشاوسسكية، ومن عجب أن بعض الأنظمة عمدت علي هدم الفكرة الحزبية من أساسها ولجئت لبديل معيب نظريا وتطبيقا ، كما تجربة الكتاب الأخضر . لم يكن السودان استثناء ، تجربة الاتحاد الاشتراكي والتي تمت ابان الهوجة العروبية والتقدمية ، ذات النهج سارت عليه الانقاذ المقبورة بمؤتمرها الوطني او الشعبي ، والذي لا استبين ملامح اختلاف بين احمد وحاج احمد.
نقر بأن الاحزاب مثقلة بكثير من المشكلات والمعضلات ، التي تستوجب النظر إليها بتعمق و رويه اذا ما أرادت لها ديمومة فكرية وجماهيرية .
بذات المنطق قد نجد العذر للاحزاب السياسة في راهن حالها. فقد عمدت الانقاذ منذ مجيها علي شرذمة وتقسيم الاحزاب السياسية ، وشراء ذمم كثير من منسوبيها ، انعكس ذلك قتامة في المشهد الحزبي ، بتصدير القول بأن الاحزاب السياسية ، شر مطلق لا تسعي الا لمصالحها ، وربطها بالاسرية، خلال ما يقرب من الثلاثين عام كان هذا هم الانقاذ الاول تدمير الاحزاب ومسحها من الوجود ، شئنا أم أبينا وغر ذلك في العقل الجمعي لكثير من لاحق الأجيال.
نال حزب الامه النصيب الأكبر، من حفل التجريم والتشنيع الانقاذي ، ولعل المضحك ان الانقلابيين يحملون ذهاب الديمقراطية لحزب الامة ، غاسلين ايديهم بكل ما حل بالتجربة الديمقراطية من انتكاسات ، الديمقراطيه اجهضت بتأمر دولي واقليمي ومؤدلج، لا يستثني من المسئوليه الحزب فكل شركاء الديمقراطية من احزاب ومؤسسات مجتمع مدني ، وقوات مسلحة مسئول عن التجربة .
أبتدرت الاحزاب السياسية، المعارضة لحكم الانقاذ ، بكل الوسائل حتي المسلحة ، قدمت دون استثناء الكثير من التضحيات في سبيل الوطن .
الي ان كانت الثورة الأخيرة المنتصرة ، نعم تحرك الشارع بعفوية وتلقائية ، حيث كان سابق للاحزاب السياسية . والتي شارك منسوبيها بصفتهم أفراد من هذا الشعب دون لافتات حزبية ، إلا لافتة تجمع المهنيين الذي كان عنوان الحراك.
تواثقت كل الاحزاب مع تجمع المهنيين تحت مظلة قوي الحرية والتغيير ، كان هذا الإجماع احدي مسببات نجاح الثورة .
أعلنت كل الاحزاب انها لا تسعي ، بانفراد قرار او تطلع لسلطة انتقالية لا محاصصة ولا احتكار انما حكومة في جميع مكوناتها لخبراء وأصحاب مواقف لا محزبين. اذن لم تقاطع او تعزف لحن نشاذ، ولم تقفز علي النتائج لتستولي علي المشهد .
مواقف واضحة للاحزاب لا لبس فيها ، ولا سعي لشق وحدة وآمال السودانيين ، وهذا طبيعي لأنها لم تأتي من الغيب ولا منسوبيها كائنات فضائية افتراضية . انما ستسعى للتبشير عن أهدافها وبرامجها حينما استقرار الوضع وسط كل جموع الشعب حتي الشباب الذين حرمتهم الانقاذ من معرفة الاحزاب والحياة الحزبية ، قبلو بهذه الاحزاب فهذا شأن كل فرد القي واسمع وهو شهيد .
اذن يبقي السؤال قائم لمصلحة من صناعة الفرقة والشتات ؟
وعلي الاحزاب ان تدرك ما يحاك ضدها ومحاولة شيطنتها؟
اللهم الا بلغت .