أطل علينا د.علي الحاج محمد، الأمين العام للمؤتمر الشعبي مطالبا باشراك الاسلامويين الذين ثار عليهم الشعب في الحكومة الانتقالية التي هي وليدة ثورة شبابية شعبية أسقطت حكم الاسلام السياسي! والظاهر أن شهوة الاسلامويين للسلطة لم تخمد رغم ثلاثين عاما من الحكم القمعي المطلق .
هل نسي علي الحاج أنهم انقلبوا على نظام ديمقراطي كانوا يمثلون فيه الكتلة البرلمانية الثالثة؟ وهل نسي جرائم العشرية السوداء الاولى التي حكموا فيها بانفراد من 89-1990م وهي حقبة بيوت الأشباح والجهاد في الجنوب وإعدام 28ضابطا في ساعات وحرق القرى في دارفور. هذا تاريخ قريب يجلله العار يريد علي الحاج وحزبه القفز عليه وهذا هو عين الاستهبال السياسي والاستحفاف بعقل الشعب السوداني .
نحن ديمقراطيون ولانقصي أي طرف بغير حق ونستهدي بتجربة ألمانيا مع النازيين، أولا المحاكمات ثم بعد ذلك يمكن للاسلامويين أن يمارسوا العمل السياسي. ولتكن أول المحاكمات على انتهاكات وفساد طريق الانقاذ الغربي . ولن نجعلها مستورة! فلابد أن يعرف الشعب كل الحقائق وأن ترد كل الأموال التي نهبت وأين يتصرف بها السارقون حت ولو ضاعت في شراء المنازل في أروبا وبلاد النصاري .
ويطالب علي الحاج الدول العربية بعدم التدخل في شؤوننا الداخلية .والرجل قبل ايام كان ضيفا على الحكومة القطرية يتشاور مع يوسف القرضاوي والتنظيم الدولي للأخوان المسلمين . هل قطر ضواحي طوكر أو الجيلي وليست دولة أجنبية؟!
الحملة عليى الإسلام السياسي في السودان لا تحركها دول الجوار بل يحركها الإذلال والقمع الذي مارسه الاسلام السياسي على السودانيين بلا أي شعور بالذنب أو تأنيب ضمير وحتى أمام الثورة لم يتوقف الاسلامويون عن التعذيب لأنهم مازالوا يملكون أجهزة الامن لذلك من العيب ان تطالب بالمشاركة في حكومة يفترض أن تزيل آثار عدوانكم على الشعب .
الاسلامويون السودانيون تنقصهم مكارم الاخلاق التي أتي النبي الكريم لإكمالها فهم لايمتلكون شجاعة الاعتراف بالخطأ رغم ان المؤمن تواب ونواب ولايتمادى في غيه وضلاله ويكابر، بل يعتذر ويتوب .
كما حرموا من سماحة الانسان السوداني البسيط فقد رباهم شيخيهم على المكابرة وعدم احترام الآخرين . وقد سردت في مناسبة سابقة قصة الترابي مع المرحوم زين العابدين الركابي داخل الحزب ورفض الاعتذار له رغم اعترافه بالاساءة له قائلأ أنه لا يعتذر أمام الملأ.
قليل من الحياء ياعلي الحاج ورهطه وواجهوا مصيركم بشرف وشجاعة ولن تكون باي حال : الخصم والحكم . وشباب الثورة حازم وحاسم وليس مثلنا مجاملا ويخدع بشعار : عفا الله عما سلف!