لا أستثني منكم أحدا ….
كل الحكام ..
من فجر الوعي وحتى اليوم
في عهد الصحو وعهد النوم
لا أستثني تجار سياسات المليار
وسماسرة الدولار
من باعوا الناس وشبوا النار
وأجاعوا الشعب الطيب ضمن قرار
لا أستثني سوقا أو دكان
من بيع ضمير الانسان
وشراء صميم الوجدان
ونزوح المأجورين إلى أم درمان
كي تسقط في الاوطان سما الاوطان
لا أستثني من أغضب منا الجيران
وسعى للفتنة سعي جبان
قاطعنا الناس مع البلدان
خاصمنا حتى الدول الكبرى …
وبقينا الشعب المتعب والعيان
ممنوع أن نخرج عبر مطارات الدنيا
أو نذكر أنا من أهل السودان
لا أستثني أحد حطم خدمتنا المدنية
أو شرد أي كفاءات وطنية ….
بالظلم الصارخ والإجرام …
( للصالح العام والتصليح العام )
دعوى للحكم علينا بالاعدام
لا أستثني أحدا ….
قطع الاشجار بشاطئ النيل
أو هدم الفندق كي يأتي ..
للفندق ألف دخيل
أو باع ( الأسد ) الرابض في ( الخرطوم )
ملكا للوحوش وللغزلان
في أجمل حقل للحيوان
وأذل ( الفيل )
لا أستثني ..
من ألهب عطش الحلق وظمأ الروح
وأجاع الشبع الكائن في الخيرات
صرنا في السوق نبيع الماء …
والشاي على جنبات الظل
ونحدق في الاحياء كما الاموات
لا أستثني البعض من الهفوات
نبتوا في الظل البارد أي نبات
ونسوا ما هي رسالات الكلمات
مات ( المتنبي ) في بادية الشام
من سيف مسموم شر ممات
والقاتل صعلوك معروف …
قد خلف مملكة …
من نفس الطينة …
صبيانا وبنات
لا أستثني منكم أحدا مهما كان
من ساهم عمدا في الطغيان
أو شايع أهل الظلم من الأعوان
أو حطم مجد حضارات الإنسان
لا أستثني أيا كان
فالقصة ليست تحييلا …
القصة وطن مسروق …
في عصر الثورة والبركان
لكن غدا جيل آت …
سيعيد العزة للسودان
أقصى غرب أم درمان
( عام 2000 )