هي بكل المقاييس في محيط مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة بوسط الخرطوم والتي اختيرت بعناية فايقة لتمركز جموع المحتجين المعتصمين المتزايدة اعدادهم واللذين باتوا يتفوقون علي انفسهم مبرزين قدرات في كل فنون التعايش السلمي والمجاهرة بالمطالب والاستحقاقات وباصوات عالية دون خوف او وجل من حاكم بات بين يدي العدالة وفق الرواية التي تقول انه وبعض رفاقه في احد زنازن سجن كوبر الشهير
هذه الجموع الفتية لم تتمحور حول المطالب المشروعة فقط بل ازاحت اللثام عن قدرات كانت شبه مكتومة لا تجد حظها من التدفق السلس والرعاية المستحقة وذلك نتيجة للضغوطات الحياتية وانغلاق الافق السياسي والاجتماعي الثقافي الذي مارس كل انواع تغييب الكفاءات والقدرات وفتح افاق العطاء الحر والحجر علي غير الموالين وتدمير نفسيات الشباب نتيجة سياسة التمكين وارتفاع اعداد العطالة وممارسة الخطاب الاستفزاز ي باللفظ والفعل راح ضحيته شهداء في ريعان شبابهم مما زاد المواجع الانسانية النازفة اصلا باجزاء عزيزة من الوطن فانطلق المارد بعد ان ضاق به الحال ومن كل فئات الشعب صغارهم وكبارهم وبصورة ادهشت العالم فالمعتصمون استطاعوا ان يقدموا مطالبهم في سينفونية متسقة ومموسقة ( حرية سلام وعدالة ) وسلمية سلمية ضد الحرامية وبارادة وعزيمة ووضوح رؤية غيرت بوصلة العسكر بل اضاءت وما زالت لهم المسارات للانتقال السلس لتكوين حكومة مدنية هذا المارد لون محيط الاعتصام بلوحات معبرة ناطقة وترجم القيم السودانية الاصيلة اقام ورش العمل ولملم اطراف الاثواب الممزقة ورفع قيم التازر والتكافل وما زال صامدا لتحقيق احلام قيام سودان جديد متعافى ومن المهم التذكير بان قيادة دفة السفينة في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة تحتاج لكفاءات عالية وقدرات رفيعة متجردة من الانتماءات الا للوطن ورفعته بل خروجه من الماذق الراهن ولابد ايضا من فتح صفحات بيضاء مع دول الجوار والمحيط الاقليمي والعالمي ارتكازا علي رصيد السودان وارثه المحفوظ و تسريع ايقاف من حامت حولهم الشبهات وفق القانون حفظا لحق الوطن ولشخوصهم ولكي لا توخذ المظالم بالايادي ( كيري) ولتفويت الفرصة علي نموا خصلة التغابن الكريهة وخلخلت النسيج الاجتماعي وتشويه صورة هذا الحراك السلمي كما لا زالت اسر الشهداء المكلومين يتجرعون الالم ويكتمون احزانهم حتى تنصب محاكم للقصاص لن تجد صعوبة في تجميع الادلة خاصة وان الميديا سجلت هذه الاحداث وبتفاصيلها الدقيقة كما ان تحصين وحراسة مؤسسات بعينها ضرورة ملحة لحفظ المستندات وتفويت الفرصة للتلاعب بالادلة والوثائق الخ
الكفاءة ثم الكفاءة استمعت لتحليل اقتصادي دقيق وبالارقام يحاكي الواقع المعاش لحكم الانقاذ الذي استمر ثلاثون عاما جفف الضرع وهلك الارض وافقرها والمتخدثة استاذة اقتصاد جامعية شابة تدعى سنبا لا اعرفها علي المستوى الشخصي ولكن اعتقد ان حديثها جدير بالاهتمام وتطوير افاقه تؤطئة لوضع الحلول الناجعة بعيدا عن الانقسامات والتمترس باثواب الحزبية وجاء بحديثها ان السودان يصنف كدولة فاشلة فقدت السيطرة القضائية والامنية والاقتصادية وفاقت نسبة التضخم ال ٧٥ في المائة ويصنف رقم ٤ من ١٨٨ دولة وفي بند الفقر يسجل في الخانة ٢٦ وفي بند التنمية الاقتصادية يسجل حضورا في الخانة ١٧٥ وهكذا ومن اكثر البنود التي شخصتها بحرفية العارف ان المؤسسات باتت عاجزة عن العمل لافتقادها لصانعي السياسات المهرة كما ان المحاسبية مفقودة وتأكل المنظومة المؤسسية مسلطة الضوء علي اكبر تحدي ألا وهو صراع دارفور حيث دعت الى ضرورة الاصطفاف الجاد لوضع الحلول الناجعة والسعي للوقوف بجدية لمعالجة كل بور الخلاف وانهاء الصراعات وقضايا النزوح والتهميش الخ
اذن لابد من استدعاء الكفاءات الفذة القديرة لتتسنم المسوؤلية العميقة الجذور والتي انفلت مقودها وتاهت اشرعتها وسط امواج الصرعات وتفشي الفساد وخروقات القانون والمحسوبية الخ وبصرف النظر عن الاتجاهات الحزبية وترضياتها ونتمنى ان يعتذر عن المقعد كل من لا يملك القدرة علي قيادة هذه الدفة الغارقة انطلاقا من حقائق من افواه اختصاصيين اكفاء وبقدر ما هي مزعجة فما العلاج الا من حسن التشخيص ومرارة الدواء الذي يحتاج لنطاسة قدير ومهندس محترف لصناعة خارطة للطريق الذي اعوج كثيرا وطويلا .
اعلامية مقيمة بقطر
همسة : كرسي الوزارة ما عاد ذلك المقعد الهزاز الذي يفرخ ذهبا