بعث الكاتب الصحافي معاوية يس برسالتين، قال إنهما “قبل فوات الأوان”، الأولى إلى رئيس المجلس العسكري الانتقالي، والثانية إلى “إلى قادة قوى الحرية والتغيير/ تجمع المهنيين السودانيين “، فماذا قال؟
- سعادة رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان،
- سعادة نائب رئيس المجلس الفريق محمد حمدان دقلو موسى
بوافر الاحترام، لم يعد ثمة ما يبرر استمرار أعضاء المجلس مثار الجدل والاستفهام والاستنكار، وهم الفريق عمر زين العابدين، والفريق امن جلال الدين الشيخ، والفريق شرطة الطيب ؟؟ ذلك ان زين العابدين يتحدث بنبرة النظام المباد، وتولى مناصب عدة في عهد النظام المباد. وواضح انه من خلال رئاسته للجنة السياسية يريد ان يحقق أجندة خاصة بفلول النظام المباد من خلال الفهلوة والوعيد اللذين ظل الشعب يتجرعهما على مدى الثلاثين عاما الماضية. ومن المؤكد ان وجود زين العابدين ومحاولاته استدناء احزاب وجماعات النظام المباد يمثل استفزازا واهانة خطيرة للثوار والثورة التي تسمونها مباركة. هذا الرجل مكانه الاحالة للتقاعد ثم المساءلة على أدائه في مناصبه خلال عهد النظام المباد.
اما جلال الدين الشيخ، فقد كان نائبا لمدير جهاز الأمن حتى وقوع الثورة. وهو من دون شك شريك في جميع جرائم وانتهاكات الجهاز السيئ السمعة. وقد كافأتموه بتعيينه رئيسا للجهاز، قبل إعلانكم اختياره عضوا بمجلسكم العسكري الانتقالي. ومهما كان شان تقديرات سعادتكم لاستمرار وجودهما بالمجلس، خصوصا لما بحوزتهما من أسرار، او صلتهما بميليشيات موالية للنظام المباد، فإن الثورة محمية بشبابها وشاباتها ورجالها ونسائها، وحتى بأطفالها، وبضباط وضباط الصف وجنود القوات المسلحة التي تتولون قيادتها. إذا كان الجيش السوداني يخشى ان يتسبب هذان العنصران في جر البلاد الى احتراب أشبه بما يدور في ليبيا او سوريا، فإن الشارع الذي أسقط أعتى نظام عقائدي في التاريخ قادر على حماية الوطن من مصير من ذلك القبيل. - إلى قادة قوى الحرية والتغيير/ تجمع المهنيين السودانيين:
ليس ثمة سوداني عاقل ومنصف ينكر دوركم البطولي في قيادة الحراك الشعبي الذي تُوج بنجاح الثورة العطيمة في إطاحة نظام الجوع والموت واللصوصية المباد. ولا شك في ان إدارتكم الحراك والاعتصام تمنحكم حقا لا يمكن إنكاره في صياغة وتشكيل فترة الانتقال، التي يجمع السودانيون كافة على ضرورة إطالتها لتطبيق برامج إعادة الإعمار الحيوية لاستنهاض البلاد.
ومن الطبيعي ان تحاول القوى الظلامية، فلول الإسلاميين، والمنشقون عنهم، وأحزاب الفكة، والمنشقون عن الاحزاب العتيقة من مرتزقة السياسة، ان تبحث عن موطئ قدم في النظام الجديد، ووتتآمر لتوسيع رقعة مكاسبها، وطبيعي انها لن تعدم جهات وأشخاصا جاهزين للتواطؤ معها. وطبيعي ان جهات لا تحصى تتربص بالثورة.
ومن الطبيعي ان تتباين وجهات النظر والمطالب بينكم والمجلس العسكري الانتقالي الذي ابدى رئيسه حسن نية كبيرا برضوخه لطلبات وضغوط الثوار وساحات الاعتصام. بيد ان قطع شعرة التواصل معه ينطوي على مخاطرة كبيرة قد تهدد السلاسة المأمولة للانتقال الديموقراطي.
إن الأصوب بنظري المتواضع أن تنقطع اتصالاتكم باللجنة السياسية للمجلس العسكري التي يرأسها الفريق الموالي للنظام المباد عمر زين العابدين. بينما تستمر قنوات التواصل مفتوحة مع رئيس المجلس الذي يدرك جيدا ان اي التفاف منه على مطالب الثوار سيجعله ابن عوف آخر.
دعونا نحكّم عقولنا، ونرجّح مصلحة وطننا واهلنا، لضمان عبور آمن الى بر السلامة من هذه اللجج العميقة التي تركنا فيها نطام الاخوان المسلمين المباد.
دعونا نتعلم كيف نواصل حلمنا باستعادة سوداننا من الاسلاميين، والعسكر، وتجار الاحزاب والسياسة. نحن نريد فقط ان نفرح بالغد الذي ستصنعونه لأنفسكم وأبنائكم وبناتكم.. لأننا لم يعد امامنا سوى الأمل بان ندرك تلك الفرحة.
معاوبة حسن يس
23 أبريل 2019