تابع الزملاء الصحفيون والمهتمون بأمر الصحافة ما حدث مساء اليوم من دعوة لعقد اجتماع للجمعية العمومية لشبكة الصحفيين وما تمخض عنها من انتخاب لجنة تمهيدية لنقابة الصحفيين، في ظل مقاطعة من سكرتارية الشبكة وجموع أخرى من الصحفيين، بما يشكل انشقاقا رسميا في قاعدة الصحفيين وفي شبكة الصحفيين السودانيين.
ما حدث له جذور قديمة جدا، ومرجعه الأساسي انعدام التواصل بين السكرتارية وبين قاعدة الصحفيين لأسباب وظروف كثيرة، بعضها يتعلق بالأجواء العامة، بينما بعضها الآخر، بالنسبة لي، تتحمل مسؤوليته سكرتارية الشبكة.
ولقد بذلنا خلال الأشهر الماضية جهودا حثيثة لمنع حدوث الانشقاق وظهوره للسطح، وكان دافعنا أن الوطن في لحظة مخاض عنيف يتطلب ان نتكاتف جميعا وأن نضع أولوية وجود الشبكة ضمن تجمع المهنيين السودانيين في مقدمة الاهتمامات، بغض النظر عن الملاحظات الكثيرة على أداء السكرتارية. وكنت شخصيا من المبادرين قبل أشهر بالتوسط بين الناشطين في قاعدة الصحفيين وسكرتارية الشبكة.
كانت واحدة من المشاكل وجود أغلبية سكرتارية الشبكة في الخارج، ما عدا شخص أو اثنين من النشطين بالداخل، وكان هذا واحد من اسباب احتجاج الزملاء الصحفيين، وقد قدمت عددا من الاقتراحات لمعالجة الأمر، لكنها قوبلت بالرفض من سكرتارية الشبكة بحجة أن الوقت غير مناسب وأن السكرتارية مشغولة في أعمال المقاومة. حدث هذا رغم أن مقترحي بتوسيع السكرتارية وضم ممثلين للمؤسسات الصحفية بالداخل، عبر التراضي والتوافق، لم يكن ليشغل أحدا أو يأخذ وقتا.
نتيجة لهذا الأمر أعلنت انسحابي من جهود الوساطة، في رسالة لسكرتارية الشبكة، والتزامي بالعمل كعضو ملتزم بالشبكة. ومع هذا نجحت في إقناع الزملاء المحتجين بعدم إصدار بيان مشمول بتوقيعات ضد السكرتارية لاعتقادي أنه سيتم استخدامه ضد تجمع المهنيين وقوى الثورة في وقت حرج. رغم هذا فقد نلت قدرا من الإساءات والاتهامات في شخصي، تجاوزتها وعبرت فوقها، وتعاملت حتى مع مطلقيها. في نفس الوقت استمر التراشق داخل قروبات الواتساب واتهامات الخيانة وتقديم الأجندة الأمنية ووصلت لاستخدام عبارات قبيحة، حماني الله منها لعدم استخدامي خدمة واتساب.
المدهش في الأمر أن السكرتارية أخذت باقتراحي بشكل مقلوب، فقامت فعلا بتوسيع السكرتارية، لكنها فعلت ذلك منفردة واختارت مجموعة من الزملاء المحترمين، لكنها حرصت على ألا يكون من بينهم أحد من المحسوبين على المجموعة المحتجة.
خلال الفترة الماضية نشط الزملاء المحتجون في الدعوة لعقد جمعية عمومية لانتخاب لجنة تمهيدية للنقابة، وقد تناقشت معهم مطالبا بعدم المضي في هذا الاتجاه، وأن من الافضل أن نبحث عن أرضية للتوافق. وفعلا نجح الأخ عثمان فضل الله في دعوة الطرفين لاجتماع بمكتبي، تناقشنا في الأمر وتم الاتفاق على تجاوز الماضي، والاتفاق على تكوين لجنة يمثل فيها الجميع لتعمل على الإعداد لاجتماع الجمعية العمومية، تمثل فيها سكرتارية الشبكة ومجموعة المحتجين وكيان الصحفيات ووكالة سونا، وأن يعهد برئاستها للخبير النقابي الاستاذ محمد علي خوجلي.
وسمى الأخ علاء محمود الزميل عادل كلر ممثلا للسكرتارية، وسمى الأخ أحمد يونس لاحقا الزميل حسام ممثلا لمجموعتهم، لكن بعد يوم واحد اتضح أن الإشكالات لا تزال قائمة، ولم أعلم بالسبب في حينه، لكن قبل يومين أخطرني أحد الزملاء أعضاء السكرتارية أنهم ناقشوا الأمر في اجتماع للسكرتارية وقرروا التراجع عن الاتفاق لأن الوقت غير مناسب ولأن زملائهم الذين حضروا الاجتماع، علاء وكلر، غير مفوضين..!
بناء على ذلك قرر بقية الزملاء تجاوز السكرتارية والمضي في عقد الجمعية العمومية.
كان موقفي هو عدم الموافقة على هذه الخطوة، رغم قناعتي بتحمل السكرتارية للمسؤولية الأساسية عن ما حدث، ومنطقي في ذلك أن الغضب من السكرتارية ومماطلاتها يجب ألا يقود لأي خطوة يمكن أن تتسبب في شق صفوف الصحفيين، وأن من الأفضل أن نبذل محاولات أخرى، ربما عبر وسطاء آخرين مقبولين من الطرفين حتى نؤسس لعمل نقابي سليم على قاعدة توافق عريض.عليه فقد قاطعت الاجتماع ولم أشارك فيه، ولن أشارك مستقبلا في أي اجتماع تدعو له سكرتارية الشبكة.
ليس لدي شكوك في وطنية أو التزام أي طرف، والزملاء الموجودين في الطرفين زملاء أعزاء وفيهم أصدقاء، ولهم مساهمات وجهود مهنية ونضالية مقدرة، فإن لم نستطع التوفيق بينهم، فعلى الأقل لن نساهم بتوسيع الشقة بينهم، إلى أن ياتي يوم يثوب فيه الجميع لما فيه خير قاعدة الصحفيين.