• ماذا كان يريد أن يقول المجلسُ العسكريُّ لنا بدعوة أحزاب الهلفتة، والكلفتة، والارتزاق، واللصوصية، للاجتماع إليه بعدما يئس من قِوى الحرية والتغيير مباشرةً!
• هل كان يريد أن يستقوِي بها على قِوى الحرية والتغيير؟!
• هل كان يريد أن يقول للحرية والتغيير إنكم لستم الوحيدين، وأن لديَّنا أحزاباً أخرى محترمة، ومنظمة، ومرتَّبة تنتظرُ على الباب؟!
• أم كان يريد أن يقول للشارع الثائر، والصابر على مِطالِه، ولِجاجه، ومماحكاتِه إن هناك قوىً أفضل، وأنضج، وأوعى من الحرية والتغيير سأستدعيها لتمثلكم خيراً مما يمثلكم هؤلاء؟!
• هل يعتقد المجلسُ العسكري، أنه، بهذا الإجتماع سيشن على قِوى الحرية والتغيير (هجوماً نهارياً مباغتاً) يفقدها أعصابها، ويأتي بها إلى طاولة التفاوض ذليلةً، مستسلمةً لشروطه وأشراطِه؟!!
كلُّها حسابات خاطئةٌ، وفطيرةٌ، وساذجة أفقدت، وستفقِدُ المجلس العسكري بعضَ وقارٍ كان يكِنُّه له بعضُ خيار الناس، من باب باقي العشمِ ليس إلا!!
لابد أن المجلس العسكري يعلمُ الآن، أنه كلما أبتعد عن قِوى الحرية والتغيير، وعن تجمع المهنيين، وعن نبض الشارع الشبابي الحر التابع لهما، والمؤتمِر بأمرهما، على عِلَّاتِهما، كلما اقترب، بنظر الشارع الثائر، من مجموعات النفاق، والخبث، والثورة المضادة، ثم يوشكُ أن يكون منهم !!
كما لابد للمجلس العسكري أن يعلمَ الآن، أنه قد بلغ مدىً بعيداً في إستفزاز الشارع السوداني الثائر، والإستهتار به..وأنه، بمثل هذه التصرفات غير الراشدة، إنما يُقنع مزيداً ممن كانوا يتشككون، بأنه هو الوجه الآخر للإنقاذ بالضبط، وهو صورةٌ شائهةٌ لها، مهما أقسم قادتُه أَيْماناً مغلظةً بخلاف ذلك !!
• وأما اليقين الذي ربما لم يستيقنه المجلسُ العسكريُّ بعد، فهو أن من أسقط الأصل، وداس عليه بالأقدام، لا يعجِزُه أن يُسقِط الصورة، وبأقل، وأدنى، وأسرع مما كلف إسقاط الأصلِ المغشوش!!
• وهذه الثورةُ قاصدةٌ، يا سعادة الفريق البرهان، وبالغةٌ أمرَها، بإذن الله، ولو بعد حين !!