شجن سليمان داود شابة في مقتبل العمر نموذج للشباب الثائر، الذي رفض العيش في ظل الدكتاتورية، وتمرد عليها، وحقق ما يبتغيه بإزاحة رأس هذه الدكتاتورية، وما زال يواصل نضاله من أجل بلوغ كل أهداف ثورته، التي صنعها، وضحى في سبيل نهايات سعيدة لوطنه.
تعرف شجن في ساحة الاعتصام بابتسامتها الوادعة، وعباراتها الرشيقة التي تطوف بها على المعتصمين تشد من أزرهم، وتدفعهم إلى التفاؤل، وتهون عليهم العقبات والصعاب.
قال بعض المعتصمين إنهم لا يشعرون أن الأمور بخير ما لم تمر عليهم شجن بلوحتها البسيطة، وعباراتها العميقة. أصبحت شجن لهم مثل القهوة والشاي (كيف).
حاورت “التحرير” شجن التي قالت إنها التحقت بالاعتصام من يومه الأول في يوم ٦ ابريل 2019م، وأضافت أنها أصبحت من الصابينها من أجل “وطن ننشده”.
وعن شعورها وهي تعيش في ساحة الاعتصام ليل نهار مع كثيرين تتعرف إليهم أول مرة، قالت: “بحس أننا شعب واحد متكاتفين، ومتوحدين، وما في بيناتنا اي فرق، بحس اني واحدة منهم وفيهم”.
وأبدت إعجابها بالروح السائدة، والأريحية في التعامل، وعدم التكلف “ما في حواجز، كلنا واحد، وفي محبة كدا متبادلة”.
وعن بداية حضورها، قالت: “في البداية كنت بجي مع (قروبي) بناخد لفة في الميدان، وبنقعد نتونس لحدي ما نخلص ورديتنا، وبنرجع”، أما مهمتها الآن: “غير اني بجي اقعد اعتصم بقدم رسالة توعوية مسائية في الليل، ورسالة تحفيزية إيجابية لطيفة في الصباح”.
وعن دافعها لابتكار فكرة الرسالة التحفيزية، أوضحت: “قررت انو اعمل تغيير وكان، خاصة بعد أن قلّ عدد المعتصمين، وكان هناك جو من الإحباط والتعب”، وأوضحت: “بدأت برسالة ليلية (ما تحبطوا ما تتراجعوا)،
بعدها رسالة شكر ليلية للمعتصمين داخل الميدان (شكراً لاعتصامك حتى الآن).
وعن نتيجة ما قامت به، قالت شجن: “رسالة الشكر هي اللي كانت محفزة، ونتجت منه فكرة الرسالة الصباحية لدعم المعتصمين داخل الميدان”.
وعن رد فعل الأسرة بعد معرفة العمل الذي تقوم به، أجابت بأنه كان “محفزاً وداعماً جداً، وكانت أمي أكثرهم تشجيعاً لي”.
وختمت شجن بقولها: “انا ومعي كثيرون ولدنا خارج الوطن إلا أننا نشأنا على حبه”، وأضافت” “ما يقال عن شهادة عربية لا يهم، كلنا واحد، وكلٌ يؤدي دوره الثوري، لا يهم كيف كان ومن أين أتى.. كلنا سودانيون وهدفنا واحد.. غد أفضل ووطن يسع الجميع”.