يا الهي، هكذا يرحل عزمي.
القلب الكبير.. والابتسامة الودودة والضحكة الماهلة.
أيام وذكريات تتداعی، ومشاهد لا تنساها الذاكرة.
الرحلة السنوية للقاهرة، لمة الناس في شقة المهندسين، فلان ما جاء.. وفلان الآخر اتصلوا بيهو، ثم تبدأ الحكاوي والغناوي.
في منزل دكتور سلمان يأتيني صوته عبر التليفون… غاضباً ومتوعداً: ليك اسبوع في واشنطن، وما تتصل بي ولا تجيني؟
أرد متلعثماً: والله يا عزمي ما عارف ليك تليفون أو عنوان.
ـ يا زول انت قايلني هوان، اسأل أي زول في فرجينيا وميريلاند يجيبك لي، المهم تجي تديني تلاتة أيام في بيتي قبل تسافر.
لم يحدث ذلك لأني كنت علی سفر، ولم نلتق بعدها إلا عبر الهاتف، من مكان ما في الخليج يأتي صوته: ما حا أقدر أجي السودان، تعبان ولازم ارجع امريكا للعلاج.
ثم لا نلتقي، حتی يأتي خبر نعيه.
يرحل الرجل الذي أحب الحياة وملأها طولا وعرضا، وغناها حباً وهياماً وشجناً صادقاً.
في رحمة الله الواسعة عزمي أحمد خليل، شاعر الحب والشجن والوجع اللذيذ.