• لأننا مختلفون، فقد حكَمَـنا هؤلاء المختلفون حُكماً مختلفاً، وعذَّبونا عذاباً مختلفاً، (ونجَّضُونا) نجاضاً مختلفاً، فاستمتعوا بتعذيبنا، ونجاضِنا إستمتاعاً مختلفاً!!
• ولأننا مختلفون، فقد قسَم الله لنا أن يكون ضنكُنا معهم مختلفاً، وقهرُهم لنا مختلفاً، وجَورهم علينا مختلفاً، وأن يكون صبرُنا عليهم مختلفاً !!
• ولأننا مختلفون، فلم يكن أمامنا إلا أن نقتلعهم إقتلاعاً مختلفاً، بوسيلةٍ مختلفة، في وعيٍ مختلفٍ، وفي مكانٍ وزمانٍ مختلفين !!
• لقد كان إقتلاعاً قاسياً جداً، ومُكلِفاً جداً، ومؤلماً جداً، ولمَّا يكتمل بعد، ولن يكتمل إلا بعد سنين!!
• لقد كان إنتزاعُنا لهم مُمِضاً، كنزع الروح، قاسياً، ومريراً، ومؤلماً، ومستديماً، كثلاثمائة ضربةً بالسيف أو تزيد..ولقد أستحلينا ضربَ السيفِ على الجراح نظيرَ المعافاةِ الطويلة من أذى القيحِ المُستقاح !!
• ولقد كانوا مختلفين معنا حتى في الضرب..ضرباتهم متواليات، متباطئات، متعاقبات، مترادفات، متلذذات..وكلما نضجت جلودُنا من الضرب أبدلونا جلوداً غيرها، ثم عاودوا للضرب الأليم الشديد !!
• ما أبقَوا في جلودنا سنتيماً واحداً إلا جُرَّحوه، وما غادروا جُرحاً واحداً إلا غوَّروه، وما غوَّروا جُرحاً إلا ليبلغوا العظم ليهرِسوه، ويسحقوه، ويسحنوه!!
• لقد قاومناهم بالسلام، ودافعونا بالضرب والقتل، ودافعناهم بالحِجاج والرفض فقاومونا بالسحل والدهس والتهشيم !!
• لقد إحتسبوا لكلِّ شئٍ من القوة، وأعدوا لنا من ركاب التاتشر ما أستطاعوا، إلا (السّلميةَ) ما أعدوا لها عدتها، فأتاهم اللهُ من حيث لم يحتسبوا !!
• ولقد أرصَدوا لنا كلَّ مرصد، وقعدوا لنا كلَّ مقعد، إلا الصدور العارية، والجباه العالية، والأعناق المشرئبة، وزغاريد الكنداكات، نسَوها، وأستهانوا بها، وسخِروا عليها، فسخِر الله منهم، فاستطالت عليهم الصدور العاريات، والأعناق المشرئبات، والجباه العاليات، كما يستطيلُ موجُ العرِم فأغرقهم إلا قليلاً منهم!!
• لقد أشهدوا على تعذيبنا العالم، وعرضوا أثداءهم للعالم ليسكتوه فسكت..
ولقد مسخروا علينا الدنيا، وأشترَوا صمتَ الدنيا بالدين، وبالعمالة، والإرتزاق فصمتت..
ولقد باعوا الأرض، والتراب، والشجر، والدم، والدموع والعرق..ولكنهم أغفلوا الكرامةَ فإذا هي عليهم حيةٌ تسعى وتلقفُ ما يأفِكون !!
• لقد منعوا عنا كلَّ شئ، وسلبونا كلَّ شئ، وحرَّموا علينا كلَّ شئ، وأسترخصوا فينا كلَّ شئ، وجرَّبوا معنا كلَّ شئ، وأغلقوا علينا كلَّ شئ إلا كوةً صغيرةً تركوها ليبصقوا منها خارج الجدار، فكانت هي الكوةُ التي يتفرج عليهم خلالها العالمُ الآن بعدما اتسعت حدَّ النظر..
• لقد صفَّقت لنا، ولثورتنا كلّ شعوب الأرض، وأندهشت بنا وبثورتنا كلّ شعوب الأرض، واستلهمت سلميةَ حراكنا كلُّ شعوب الأرض..
فيا أهلَ الجمال، والخصال، والرمال، والعيال، والمآل: نادوا كلَّ شعوب الأرض، وأشهدوا كلَّ شعوب الأرض، ووقِّعوا إتفاقكم أمامَ ناظري كلِّ شعوبِ الأرض، ولطالما رأوا بيعَنا، وذلنا، وقهرَنا، وهواننا، فلا أقلَّ من أن يرَوا عزَّنا، وجمالَنا، وسؤددَنا، وشموخَنا، وعلوَّ هاماتِنا..
• نحنُ أهلُ العز، وشباب العز، لن نقبل بتوقيع إتفاق نهاية عهدِ الذل إلا أمامَ من كان شاهداً على عهد الذل، تماماً بتمام !!