البيان الذي خرج من المجلس العسكري بالامس محشو بالتناقض حيث تحدث البيان عن تصعيد من قبل قوي اعلان الحرية والتغيير بعد بدء المفاوضات ، والحقيقة ان قوي اعلان الحرية والتغيير اصدرت جدولها التصعيدي قبل بدء التفاوض بايام ، وبعد بدء التفاوض وتقدمه تم التصعيد ضد الثوار وكان نتاجه ارنقاء العديد من الشهداء والجرحي نسال اله لهم الشفاء ، ورغم ذلك كان استمرار التفاوض من قبل قوي اعلان الحرية والتغيير ، لان القصاص الحقيقي للشهداء يكمن في تحقيق المطالب التي خرجوا من اجلها .
في يوم الثلاثاء تم احداث اختراق حقيقي في التفاوض ، حيث تم اجتياز اكثر من ٨٠% من الاتفاق ، وفي الساعة الاولي من صباح الاربعاء تم اعلان ذلك الاتفاق في تصريح اعلامي مشترك وتبشير الجماهير باكمال الاتفاق خلال ٢٤ ساعة .وبعد عدة ساعات اتصل المجلس بقوي اعلان الحرية والتغيير معلناً انه سيعلق التفاوض طالما ان الشوارع مغلقة والمتاريس موجودة ، رغماً عن انه لم تمض سوي عدة ساعات علي تشكيل لجان مشتركة من ضمنها لجنة ميدانية ، وقد قوبل ذلك بالاستهجان من قبل قوي اعلان الحرية والتغيير ، فالجدية في تحقيق اتفاق لن يوقفها اغلاق شوارع او متاريس لا سيما ان التصعيد يعود في اغلبه كرد فعل علي الاعتداء علي المعتصمين ، كما ان السعي لانجاز الانفاق كان سيقود الي انهاء التوتر في الميدان ، يتضح لنا بجلاء انه لا توجد علاقة بين تعليق التفاوض والتصعيد الذي لم يحدث فيه تطور في الساعات القليلة بين اعلان الاتفاق ووقف التفاوض ، بل اللافت ان قوي اعلان الحرية والتغيير كانت قد بداءت فعلياً في فتح العديد من المسارات المغلقة ، وقبل بيان المجلس العسكري طالبت قوي اعلان الحرية والتغيير المعتصمين بالعودة الي منطقة الاعتصام الاولي ، وذلك بهدف اساسي هو حماية المعتصمين من مرمي القناصة والحفاظ علي تماسك الاعتصام في منطقته .
بعد يومين من جرح اكثر من ٢٠٠ سوداني واستشهاد عدد من المعتصمين كان الاوفق ان يكون بيان المجلس في اطار الترحم علي الشهداء والاعتذار للشعب السوداني عن فشله في توفير الحماية لأبنائه ، كان من الاوفق فضح الجهات التي ارتكبت حوادث الاعتداء يومي الاثنين والأربعاء ، بدلاً من تعليق التفاوض واتهام قوي الحرية والتغيير بالتصعيد .
تحدث البيان بنبرة ممزوجة بالاستعلاء عن تعليق التفاوض لمدة ٧٢ ساعة شارطاً عودته بقرارات ، عموماً الغرض من ذلك معلوم ولن يناله المجلس ، نتصرف من بداية الثورة كفعل وليس رد فعل ، من حق المجلس العسكري وقف التغاوض لكن لن يكون هو الطرف الذي بحدد استئناف التفاوض وتوقيته .
اشار البيان بدون ذكر اسم للمؤتمر الصحفي للحزب الشيوعي كدليل علي تصعيد قوي اعلان الحرية والتغيير كواحد من اسانيده لقرار تعليق التفاوض ، والحقيقة ان حديثه مع قوي اعلان الحرية والتغيير حول وقف التفاوض كان قبل المؤتمر الصحفي للحزب الشيوعي .
التقدم الذي تحقق في مسار التفاوض هو الذي قاد جهات مختلفة لاجهاض ما تحقق ، الالتواء علي ذلك بتحميل قوي الحربة والتغيير اسباب توقف التفاوض هو مجرد (خرخرة) سياسية لا تضع مصلحة المواطن والمخاطر التي تحيط بالبلاد نصب أعينها .
هذه ثورة مباركة ومحروسة بدماء الشعب ووعيه اي محاولة للالتفاف عليها ترتد علي صاحبها ، وكل منعطف واجه الثوار منذ بدء الثورة تحول لنقطة صعود وانتصار للثورة ، ولن يحيق المكر السيء الا بأهله .