كثُر الحديث والتحليل هذه الايام عن قوات الدعم السريع وتحميلها ما جري ويجري من سفك لدماء أبرياء، ومحاولات فتح الشوارع وإزالة المتاريس بالقوة.
الكثير من التحليلات التي تؤكد أو تنفي التهمة الموجهة الي قوات الدعم السريع، ولكنني أقول: عليكم بالحُكم عليها منذ إعلان موقفها الداعم للثورة، ومن خلال تصريحات قائدها الذي أكد في اكثر من مناسبة، بأنه لم ولن يقتل مواطناً واحداً طالما كان محافظا علي سلميته، بل ذهب إلى أبعد من ذلك قائلاً لا يمكن “أن يرشق مواطنا بماء” مهما بلغ استفزاز قواته من المتربصين والمندسين.
وصدِق الرجل لا يحتاج الي دليل، لأنه وببساطة إذا كان يريد القتل لفعل ذلك عندما استدعاه المخلوع، طالباً “المدد” منه لفض الاعتصام وبأي ثمن ، وخالف تعليماته رغم المخاطر التي قد تلحق به حال بقاء النظام ، وآثر الاحتكام الى صوت العقل ، وغلبت عليه نشأته وفطرته السليمة التي لا تقبل قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق .
ولكن كل ذلك لا يعفيه من المسؤولية، طالما من يقتل المعتصمين يستخدم زيه واسمه و “شاراته” ومركباته وفي وضح النهار !
ذهبت بعض التحليلات الي أن النظام السابق قد زرع بعض من عناصره كقادة في قوات الدعم السريع، عندما أحس بخطرهم وتزايد قوتهم، وذلك للجّمهم وتوظيفهم لصالح بقائه.
قلنا براءة الدعم السريع لا تعفيه من المسؤولية ، ذلك أنه المسؤول الأول عن الأمن في ظل غياب الأجهزة الامنية الأخرى ، وكان عليه القيام بواجبه في الدفاع عن المعتصمين السلميين، ذلك أن الاعتداء والقتل لم يحدث في أطراف السودان ولا في صحرائه الكبرى، وإنما حدث في قلب العاصمة، حيث قواته التي تُمسك بكافة مفاصل الدولة.
واذا كانوا فعلا من الدعم السريع، وبفعل القادة الذين تم زرعهم، فعليه أن يبدأ بتطهير قواته من بقايا النظام السابق اليوم وليس غداً، وبكشف إحالات عاجل يشمل كل الضباط الذين تم إلحاقهم من جهاز الأمن في آخر أيام الحكم البائد وغيرهم من المنتمين للنظام السابق، وهم بالتأكيد معلومون لقائد الدعم السريع، ولا يحتاج الي جهة اخري لكشفهم والإبلاغ عنهم.
علي قائد الدعم ان يعلم أن موقفه وانحايزه إلى الصف الوطني سيكلفه كثيراً، هذا الموقف سيزيد من أعدائه وأولهم النظام السابق، الذي لم يفق من صدمته في القوات التي بناها بيده وبأموال الدولة وخبث سياسات الحزب الحاكم، وظن واهماً أنها رهن إشارته وعصاه التي لا تعصاه، وقد جربها في حروبه العبثيه وتطهيره العرقي وإرتزاقه الاقليمي،
وهم “اي قوات الدعم السريع” أشبه بموسي الذي رباه فرعون في قصره، ولكنهم نسوا أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
خلاصة الامر يتعرض قائد الدعم السريع لمحاولة اغتيال شخصية هو وقواته نتيجة مواقفه الداعمة للثورة وخذلانه لجماعة النظام البائد، ومحاولات عودتهم للحكم أو إثارة الفوضي تبدأ من عنده وتنتهي به، وعلي الثوار الانتباه وتفويت الفرصة عليهم…