• الآن، والسودانُ يستشرفُ عهداً جديداً، ومهما كانت عسيرةً ولادةُ حكومته المنتظرة، فسيكون من الخير للإخوة الإسلامويين، وللإسلام الذي يدَّعون الغَيرةَ عليه، أن يهدأوا، ويرتاحوا، ويقلِّلوا من الجَلَبة، والضوضاء، وضربِ طبولِ التخويفِ، والتهويش !!
ليس من الحكمة، ولا من الحصافة في شئ ألا يمنحوا أنفسَهم (المُجهدة) فرصةً لإسترداد الإنفاس، وإستعادة اللياقة البدنية والذهنية بعد ثلاثين سنةً من المعافرة، والمجابدة، والرضاعةِ الهانئة المُنفردة من ثديٍ لبونٍ، لا يغرِز، ولا يستشيط !!
ياخي لعِّيبة كرة القدم يخلدون للراحة، والاستجمام بعد ٤٥ دقيقةً من اللعب، فلماذا لا تريدون أن تمنحوا أنفسَكم راحةً بعد ثلاثين سنةً من اللعب المستمر، وبلا منافسةٍ حقيقيةٍ، وبلا راحة؟!
• يا أخي، الأسد، وما أدراك ما الأسد، صاحبُ أقوى عضلات، وأشرسِ أنياب، وأقسى قلبٍ على الفرائس، وعندما يُحظى بوجبةٍ هنيئةٍ، مريئةٍ، من أطايب لحوم الغزلان الهشة، البضة، الجميلة يتمدَّدُ تحت ظلِّ شجرةٍ وارفة الظل ليقفو ويتجشأ مرتاحاً، منداحاً، مُمداً ذراعيه وذيلَه في راحةٍ، ودعةٍ، وإنبساط.. فلماذا لا تريدون أنتم أن تتمددوا، ولو قليلاً، في بيوتكمُ الوثيرة، وتنعموا بنسماتِ المكيفات الهادئة، وتداعبوا نساءكمُ الجميلات، وتلعبوا مع أولادكم الميامين الأبضاض، وتتمتعوا بخدمة الجواري الباهيات من جميلات الأحباش، وغواني الفلبينز؟! لماذا يا جماعة الخير؟!
• إرتاحوا (شوييييَّة) بالله عليكم، وأريحوا أذان أمة الإسلام هذه من الصُّراخ، والزعيق، والنعيق في الميكروفونات، وفي الفضائيات، والمساجد، وسيثيبكمُ المولى عزّ وجل ثوابَ إماطةِ الأذى من الأسماع، والأبصار، والقلوب، والطرقات !!
• حاولوا أن تستعيدوا لياقتَكم بالرياضة، وحاولوا أن تعملوا تمارين (بسط وقبض) على عضلات البطون المترهلة، وحاولوا أن تستعيدوا قدرةَ أرجلِكم على المشي، ولو لمسافاتٍ قصيرة، بعدما طال عليها العهدُ في ركوب البرادوهات، وفارهات الهَمَر واللامبورجيني !!
• حاولوا أن تتعرَّفوا على جيرانكم..وعلى نسائكم، وأولادكم، وبناتكم، وآبائكم، وأمهاتكم !!
• وحاولوا أن تقرأوا القرآن من جديد، بقلوبٍٍ مختلفة، وبأعيُنٍ مختلفة، وفي مساجدَ مختلفة، مفروشة بالبروش، وتفوح منها رائحةُ العَرَق الحلال، لا كتلك التي كنتم تأمُّونها في معيَّةِ السيد الرئيس، أو السيد الوزير !!
حاولوا أن تنزلوا على محلاتِ الخضار، وجزارات اللحوم، وعلى أسواق المَـلَجة، وأم دفَسُو، وعلى (فرَّاشيات) الدكوة والشطة، (وتشَّاشِيات) القوانص، وبائعات الدجاج الفطيس لترَوا بأنفسِكم كيف أن الناس هناك كانوا يلعنونكم مع كلِّ (قُرضة) لحمٍ فطيس يقضمونها في سوق (الله ضبحُو)!!
• وآخيراً حاولوا أن تتعرَّفوا على الدينِ نفسِه، دينِ العدلِ، والمساواةِ، والحريةِ، والحُرُمات.. فلقد إتضح لكمُ الآن -وبلا شك- أنكم كنتم تلعبون بالدين، وتضحكون به، وعليه، وعلى الناس !!
• وحاولوا أن تفهموا أنَّ كلَّ (إدِّعاءٍ) يأتي منكم للدين، في الوقت الراهن، سيذكِّرُ الناس فقط بدينِكم أنتم، دينِ الحراميةِ، واللصوصيةِ، والإفكِ، والنفاقِ، وإدخالِ العِصِيِّ والأسياخ في أدبارِ الناس !!!