أوائل فبراير 2019م حدثت عدة وقائع أسهمت في تفاقم
حالة ارتفاع ضغط الدم التي أعاني منها منذ نحو ثلاثين سنة. الجو السياسي العام في
السودان يرفع ضغط الدم بلا شك. أذكر حالتين استفزتاني أيما استفزاز.. منظر مدير
شرطة كسلا الذي يحمل اسما طيبا..”ياسين”.. وهو يكذب بلا حياء دون أن
يرمش له جفن أو يهتز جسمه الضخم ويقول على الهواء إن سبب وفاة أستاذ خشم القربة
“الخير” هو التسمم الغذائي عقب تناول وجبة ما وليس أي سبب آخر، ثم
اعترفت الجهات الحكومية المختصة بأن الشهيد قد قتل في معتقله ووجهت الاتهامات
لأشخاص معينين.
الواقعة
الثانية التي أسهمت نوع ما في رفع ضغط دمي هو كذب وتطاول أحد المضافين لقائمتي
ويحمل اسم مدثر حمد الأزرق وهو لا أعرفه معرفة شخصية لكن ما كان لمثله أن يجد
طريقه لقائمتي لولا اسم أسرته الذي
أحترمه وانتمائه لسيدة مدائني.. القضارف. كنت قدد علقت على الظهور التلفزيوني
لعبدالله حمد الأزرق سفير السودان في إيرلندا على القناة الفرنسية 24 وهو يمارس
ذات الكذب الغبي، وقلت إنه ما كان ليجد طريقه للعمل في وزارة الخارجية لولا
التمكين فهو قد استوعب في مجموعة 1990م في
الخارجية وقد اقتصر الاستيعاب في الخارجية منذ تلك المجموعة وإلى يوم الناس هذا
على المحسوبين على النظام،وهي تعيينات إلى زوال إن شاء الله، مهما طال المقام
بشاغلي هذه الوظائف. ليس ذلك فحسب، ولكن السيد السفير طرد من السعودية في تاريخ
سابق باعتباره شخصا غير مرغوب فيه persona non grata وهي أسوأ صفة يمكن أن تلحق بأي دلوماسي، فتصدى لي ذلك المدثر حمد
الأزرق على صفحتي فوصفني بشكل غير مباشر
بأني شيوعي، ويكون بذلك قد جمع بين صفتي الكذب والجبن، فحظرت اسمه وأزلت مشاركاته
من صفحتي.
لا أعرف مدثر
ولا قريبه السفير معرفة شخصية وبالتالي لا احمل نحوهما أي شعور بالحب أو الكره، الود
أو العداء، ولكني أعلم أن السفير عبدالله حمد الأزرق على علم ببيع مباني حكومة
السودان في لندن بحكم عمله ووجوده هناك أثناء البيع الجائر، مما سيجعل (شهادته)
مهمة ومفيدة جدا في أي تحقيق وتقصي مستقبلي لوقائع عملية البيع الجائرة هذه.
مساء الخميس 7 فبراير 2019م ارتفع ضغط دمي بشكل غير
مسبوق فاسرع بي ابناي هشام وعمار لقسم الطواريء في مستشفى الدمام المركزي الذي
أحالني لمركز سعود البابطين لأمراض القلب المجاور لقسم الطواريء. بقيت نحو أسبوع
في المركز تلقيت خلالها العلاج وأجريت لي
فحوصات مختلفة وقسطرة استكشافية للقلب.أكرمني الله بلطفه وكرمه فتفاديت الجلطة
التي كانت وشيكة.وغادرت المركز يوم الأربعاء 13 فبراير2019 لأعود له مرة اخرى
31مارس2019 ..هذه المرة لإجراء جراحة قلب مفتوح لاستبدال الصمام الاورطي. وكانت
الجراحة صباح الثلاثاء 2 ابريل 2019 وبفضل
الله كانت عملية ناجحة أجراها فريق أطباء بقيادة الجراح البرازيلي اللبناني
الدكتور فاروق، وغادرت المستشفى الأحد 21 ابريل 2019. نصحني الأطباء بعدم مشاهدة
أخبار السودان على شاشة التلفزيون عبر
قناة الحدث العربية منعا للتوتر حتى فوجئت بدكتور منهل يوقظني من نومي ذات يوم
لأشاهد خبر سقوط عمر البشير في نفس قناة الحدث، وهي فرحة لم تكتمل إلى لحظة كتابة
هذه السطور في أول محاولة للكتابة منذ نحو ثلاثة أشهر. آخر مرة أذكر فيها اسم عمر
البشير كانت عند دخولي لغرفة العمليات وطبيب التخدير يسألني ..هل تعاني من
الحساسية من أي شيء؟ قلت له ليست لدي من شيء إلى عمر البشير، وهي حساسية شديدة
جدا.. وبعد ذلك لم أفق من التخدير إلا بعد نحو ثلاث ساعات.
الحمد لله الذي وهبني عمرا جديدا امتدت ايامه لأشهد
سقوط البشير، والشكر له على نعمائه.. ولا أجد من كلمات الشكر والعرفان ما يعبر عن
امتناني اللامحدود لكل الذين تكبدوا المشاق فتقاطروا على المستشفى وعلى داري بعد
خروجي من المستشفى، والذين تابعوا حالتي على الهاتف من داخل وخارج السعودية، إليهم
جميعا شكر العارف لفضلهم ،الممتن لصنيعهم.
ويا قلبي لا تحزن.