• عمنا موسى الأنصاري -رحِمه الله- كان من أهلنا اللبابيس، ومن سُكان قرية (التونجرو)، ثم انتقل إلى قرية الحاجز ليعمل في مدرستها الإبتدائية..
كان رجلاً ظريفاً، وذكياً، وشديدَ المحبة لأنصاريته، ومخلصاً فيها أشدَّ الإخلاص..وكنا لا نراه إلا لابساً طاقيته الأنصارية المتطاولة العنق إلى عنان السماء..
كنتُ أراه كثيراً مع جدنا الحاج (البشير أبو المهيدي)، يأتي إليه خصيصاً من بيته ليحكي لجدنا قصصاً، وحِكَماً، وحكاوي، ونوادر عجيبة، وكان رحِمه الله وصَّافاً بطريقة مدهشة جداً..
وكانت له طريقةٌ عجيبة عندما يبدأ في الحكي: يتناول عصاه، أو أيِّ (مُطرق أو قِشاية)، ثم يبدأ (يشخِّت) بها على الأرض، ثم، وأثناء الحكي، إذا جاء ذِكر شئٍ عجيب يضع يده على خده، ويهز رأسه علامةً للتعجب، ثم عندما يضحك يضع يدَه على فمه من شدة الحياء، أو كأنه يمنع الضحك أن يتفلَّت من فمه، فيصدر بصوتٍ عالٍ يفقده وقاره !!
• مرةً وجدتُه مع جدي الحاج البشير يتآنسان، هو يحكي وجدي يستمع إليه، وكلاهما رحِمهما الله كانا لا يضحكان إلا تكشُّماً..فجلستُ غير بعيد منهما، وأرهفتُ سمعي إليهما..قال عمنا موسى الأنصاري حاكياً عن قرية ما (ذكرها بالإسم)، وكيف أنه دخلها مرةً يبحث عن (بهايم) له ضاعت عن مِراحها، ثم ذكر متعجِّباً أنه رأى فيها بنات جميلات جمال شديد خلاص، جمال فايت الحد، جمال ما بتوصّف، جمال (كيف) جَمال بنات الحور، يعني زي جَمال بنات الحور..ثم قال: والله يا حاج البشير : البنات ديل تقول (مُتلفِّحات بالليل، ومُعضِّيات النجوم بسنونهن) فقلتُ في سرِّي: (الله أكبر ولله الحمُد، يا عم موسى الأنصاري)، كان وصفاً بديعاً !!
• ثم أستمر عمنا موسى يحكي، ويحكي، ويحكي في بدائعه، وعندما تطرقت الونسة للحكومة، والحُكُم والسُّلطة، وكان ذلك أيام جعفر النميري قال عمنا موسى متجلياً:
﴿تعرِف يا حاج البشير، الحُكُم دا (كيف) المَرَة السمهة -يعني زي المرأة السمحة- البدوقها أو ربما قال البتزوجها تاني ما بخليها﴾
رحِمك الله عمنا موسى الأنصاري..أبشِّرك، الآن جونا ناس بحبوا الحُكُم، والنساء الجميلات معاً، وكمان معاهن الخندريس !!
(في زول جاب سيرة المجلس العسكري هسه)!!