مؤامرات أنصار الفساد والاستبداد
مقاصد الشريعة الحقة . هي حرية سلام وعدالة
وأتمام مكارم الاخلاق
هل السودان في حوجة لحركة سلفية ؟
أبدأ بالقول بأن السودان ليس بحاجة لحركة سلفية فهذا نبت شيطاني لم تخرجه الأرض السودانية بل زرع من الخارج، واستمرت سقايته وريه من الخارج ولم يعتمد على نفسه أبدا. بل ظل يمد يده للسعودية، لذلك كان يدفع دائما الثمن ويرد الدين مواقفا معادية للشعب السوداني وترضي ارباب نعمته وسبب وجوده وحياته.
رغم بؤس التيار السلفي السوداني فكريا وسياسيا، ورغم أن الحركة السلفية السودانية لا تخجل من كونها ترضع من المال النفطي، ورغم السنوات الطويلة لم تفطم بعد، لسنا بحاجة لحركة سلفية لأن الإسلام السوداني الصوفي السمح المتسامح دخل بسلام وهدوء في وجدان الشعب السوداني وجعل منه شعبا كريما ومسالما وعفيفا .
وكانت أولى أجندة المؤامرات السلفية العميلة أن تهدم البنيان الصوفي في الثقافة والوجدان السودانيين بدعوى محاربة البدع وهدم القباب .
أدخل السلفيون قشور التدين ومظاهر التدين الشكلاني محصورا في الجلاليب القصيرة وعدم مصافحة النساء، وصار الشاب السلفي لايمد يده لحبوباته وعماته وخالاته . أي جفاء وعقد نفسية تغرس في نفوس الشباب لتجعلهم شاذين وغرباء داخل أسرهم الضيقة محرومين من علاقات المودة والتقدير التي قامت عليها الأسرة السودانية وصاروا مثل الخراف الضالة منبتين تماما.
أدخل السلفيون العنف والعدوان علي الحياة السياسية السودانية، ولم تسلم من عدوانيتهم حتى الجوامع وبيوت العبادة وساحات الطرق الصوفية . ولم يرفدوا المكتبة الدينية السودانية بكتاب واحد يشرح فكرتهم ولم يعرف عنهم إثراء الحوار والندوات والمؤتمرات العلمية غير حناجر قوية وصاخبة تجيد الزعيق والتهديد والوعيد والشتم والسباب . لم يعمل السلفيون كمنظمة مجتمع مدني أو جماعة أهلية تطوعية بل استغلوامظلة هيئة علماء السودان ” ليضمنوا الدعم المالي من خزينة الشعب والحماية المعنوية والامنية، لذلك قالوا بتحريم الخروج على الحاكم الظالم” وفي اتفاق تجاري مع سوداتل طرحوا مشروع الفتوى المباشرة .
لم يصدرعبدالحي يوسف رغم الضجيج والصخب الذي يحدثه أي كتاب منشور وموثق يحمل أراءه لكي يتمكن الناس من نقاشه ومحاورته بدلا عن الأحاديث الشفوية الموسمية العابرة . ظهرت له كراسة من القطع الصغير في 71 صفحة عن هيئة علماء السودان في يناير 2009م وهي عبارة عن أسئلة وأجوبه عنونها “حوارمع شاب ” وتجنب فيها ابداء أي رأي خاص به لأن كل الاسئلة تبدأ “ماحكم كذا وكذا ” وليس مارأيك في كذا وكذا . وغلب على كتابه : منهج التحريم والتكفير على منهج التفكير . ومن امثلة الاسئلة : ماحكم من انتسب للحركة الشعبية ؟ الرد : كتبت قبل ثلاث أعوام تقريبا فتوي خلاصتها أن الانتساب للحركة الشعبية من المحرمات الكبار (ص55) ماحكم من لم يكفر اليهود والنصاري (ص 56) ماحكم من يقول عن النصراني الكافر اخونا وعن النصاري اخوتنا (36ص) ماحكم الدخول في الامم المتحدة ؟ (ص56) حكم بند حق المواطنة في اتفاقية نفاشا ومشاركة العلمانيين في البرلمان ووضع الدستور ؟(ص 67)
الاجابة : المواطنة تعبير حادث لم يعرفه الناس من قبل هذا العصر، وهي كلمة شاعت على الالسن وهي مستوردة من ضمن ما استورد من مبادئ وقوانين … ولاشك أن الوضع الامثل في ظل دولة تطبيق أحكام الاسلام أن يكون الدين هو الاساس للحقوق والواجبات . ماحكم من صرح ببناء الكنائس (ص10) الرد : بناء الكنائس في ديارالاسلام الاصل فيه الحظر لأن في ذلك اعانة على الباطل والكفر بالله تعالي وقد قال سبحانه ( ولا تعاونوا على الائم والعدوان ).
تفضح كتابات الشيخ الصاخب قدرا كبيرا من السطحية الفكرية والجهل المخجل بأصول الفقه والدين ، لانه غارق في السياسة وتأييد نظام الاستبداد والفساد بالاضافة للتبعية العمياء للفكر الوهابي السعودي مما حرمه من نعمة الاجتهاد والإطلاع على الاجتهادات والتجديد في الفكر الاسلامي . فهناك باب واسع في ” الاجتهاد المقاصدي ” ونظريه عظيمة في المقاصد عند الامام الشاطبي ، لم يظهر أثرها في فكر الشيخ الصاخب . فقدعرف العلماء الحقيقيون المقاصد بأنها الحكمة المقصودة من التشريع “هدفها” مراد الشارع ومقصود الوحي ومصالح الخلق .وعبر عنها بمطلق المصلحة سواء كانت هذه المصلحة جلبا لمنفعة أو دراء لمفسدة أم كانت مصلحةجامعة لمنافع شتي .
ومن الواضح أن عبدالحي يوسف لم يتعمق في أصول الفقه واكتفى بالفتاوى التجارية والموجهة لخدمة السلطان.
شهدت البلاد صراعا مخجلا حول رئاسة جماعة أنصار السنة بين الشيخين الهدية وأبو زيد محمد حمزة ، ولم يكن خلافا حول الافكار والمبادئ . زحما الصحف بالمهاترات والسباب ، فقد اتهم أبو زيد شيخ الهدية بالخرف أما الهدية فاعتبره سوسة (مجلة الخرطوم ابريل 2004- ص 32-34 )
تظل جماعة أنصار السنة والسلفية عموما ظاهرة سلبية وضارة بالدين والمجتمع السوداني ، أتت من شرق البحر الاحمر وتم استزراعها كنبت شيطاني على أرض السودان الطيبة المتسامحة والديمقراطية.
الدين لله… والوطن للجميع ،،