ما هي حقيقة هذا البرهان الذي ساعد مليشيا حميدتي على ارتكاب هذه الفظائع بتجريده الجنود وضباط الجيش من الأسلحة والذخيرة، بما جعل القوات المسلحة تقف عاجزة عن حماية الأرواح وعن منع أفراد المليشيا من التعدي بالضرب على كبار السن والنساء ونهب طبالي التجار بحسبما شوهد على المقاطع المصورة، ما الذي جعل البرهان في هذه الحالة من الخنوع والاستلام وهو صاحب اكبر رتبة عسكرية في البلاد ويقع عليه واجب الحفاظ على أرواح ابناء الوطن وحماية أراضيه من السيطرة عليها بواسطة الأجانب والمرتزقة، ولماذا يقبل على نفسه أن يتلبسه العار بقية عمره ويلاحق أولاده واحفاده بوصفه قاتل وسفاح ويسجل التاريخ انه كان السبب في كتابة نهاية الجيش السوداني
في رأيي أن البرهان وفي قرارة نفسه ليس على قناعة بأن يتقاسم الحكم مع حميدتي، فالضابط النظامي الذي تربى في كنف القوات المسلحة بأي رتبة ومهما بلغت خيبته لا يمكن أن يقبل بأن تكون هناك مليشيا موازية للجيش يرأسها مجرم صاحب سوابق وسفاح يقوم بنفسه بتوزيع رتب النقيب والرائد على صبيان في مرحلة البلوغ.
والصحيح في رأيي ان هذا البرهان مغيب العقل ولا يجري في عروقه جرام من الوطنية، والذي سلب ارادة البرهان وجعله أراجوز في يد حميدتي، أنه يستشعر في باطن عقله عدم وجود ما يخسره في إتيان أي فعل يوقعه في مرمى الخيانة والعيب والحرام، ففي الحياة العامة هناك مفهوم بأن من يقتل الروح البشرية مرة، يكون لديه استعداد لأن يقتل أي عدد من الأرواح دون اكتراث، وتفسير ذلك أن من يقتل مرة يصيبه القنوط من رحمة الله ومغفرته باعتبار أن قاتل الروح ينتهي إلى جهنم خالدا فيها، وينتهي ذلك بالقاتل إلى أن تتلبسه حالة من عدم الاكتراث وهو يحصد أي عدد من الأرواح، فهو ضائع ضائع.
هذا هو الذي جعل عند البرهان، ومثله حميدتي وعساكره، الروح البشرية لا تزيد عن روح البهيمة، فقد ازهقوا الوف الأرواح في دارفور بدم بارد، واحرقوا القرى بما فيها من نساء وأطفال، والبرهان كان يتفرج على تلك الفظائع وهو الذي أشرف على إرسال أولادنا إلى اليمن، ويموتون هناك بالعشرات.
والحال كذلك، لا غرابة في أن يكشف البرهان عن كل هذه الوحشية والفظاعة في التعامل مع أرواح المعتصمين السلميين وهم شباب عزل في سن أولاده.
المهم الا ينسى الشعب شركاء حميدتي والبرهان الذين حرضوا لقيام هذه المجزرة وفي طليعتهم الطيب مصطفى والهندي عزالدين اللذان ظلا يناديان دون ملل ومع شمس كل صباح المجلس العسكري وحميدتي لأن ينفذ هذه المجزرة. وياله من عار ان يجعل هؤلاء ومثلهم بقايا الكيزان أمثال كرار التهامي ثمن حماية أنفسهم واموالهم أرواح من هم أحق منهم بالحياة، نعم، أحق منهم بكل المقاييس.