لماذا ضقتم ذرعا بدولة القيادة الباذخة التي بناها الشباب فكرا ووعيا وجمال …متفوقة علي الفاتيكان في قائمة الأصغر …لكنها وسعت الجميع بقوانينها ومطاراتها…..!! والتفتيش بالذوق …
لماذا أزعجكم البهاء والتوادد الذي إنتظم هذه الشوارع الميتة بعد ان نزل فيها مطر الثورة فاهتزت وربت وأخرجت أزهارها وكل وعد بهيج
لماذا رفضت عدسات عيونكم المحدبة التقاط الضوء والنهار …!!
هل اعتادت علي نظريات المؤامرة واجتماعات الظلام …فأصيبت بقصر النظر ….!!؟
ليي أبيتو الفرح البتشوفو في عيون الناس هناك والكل يتسابق للطواف في حرم الجمال …..!!؟
أهي قطيعة مع الأفراح أم هو ميثاق مع التجهم والإنغلاق ….!!
كيف غزا أهل اليسار والبعث عقولكم الواعية والباطنة
فأصابكم عمي الألوان وفوبيا (الأحمر ) فصارت أدمغتكم تفسر أي تجمع بشري علي انه ثلة من ( أحفاد لينين ) ( ورفاق عفلق ) يجب وأدها…!! وماهم إلا جزء من كل …في حراك شعبي صريح …..قال لكم كفي ….!!! ولا ….
ولكن الغرور وجلوسكم الطويل علي كرسي الوطن يرفضان كل ذلك حتي دخلتم في حالة إنكار معيب وها أنتم مستعدون للتعلق بقشة تجنبا للغرق حتي لو كانت ( قشة كبريت ) تحرق ما تبقي من الوطن الجريح ……!!
ألم تشاهدوا بأم اعينكم كيف تحولت ساحة الإعتصام المجيد الي لوحة سودانية كاملة الدسم…!! مكتملة الملامح …!! غنية التفاصيل ….! مدهشة المعاني …
ظهر من خلالها السودان بوجهه الحقيقي البديع …
وتفجرت من خلالها براكين الوعي والفنون وشلالات الأمل …وانهارت جدارن الفرقة التي رسمتموها بإتقان …والتقي الجميع في ساحة الإنسانية وأقبل بعضهم علي بعض بتصافحون…
لماذا ضقتم ذرعا بهذا المشهد الاستثنائي ولفظته نفوسكم العبوس …وذائقتكم الماسخة …!!!
أولاد زي مطر الخريف ملأوا المكان حياة و أمل
وبنات زي عين الشمس سطعن كما الشعاع …
وأسر وأجيال التقوا في هذا المكان الرمز ….!!!
تحدوهم امال مشروعة… و أمنيات نواضر في وطن جميل يسع الجميع ….!!
يلفون في المكان مطمئنين لم يدر بخلدهم مطلقا
أن هناك من يحصي خطواتهم ويعدهم عددا ويحدد اتجاهاتهم وسكناتهم استعدادا لتنفيذ حكم صدر….!! وموعد تنفيذه ليلة الوقوف
كان تكلموهن البنات ديل شغالات يعملن في خبيز العيد ويفرشن في خيم القيادة من العصر
كان تقولو ليهن ماتتعبوا ساكت حنجي نحرقو ….ونحرقا …!!
ياخ بس كان تقولو للناس بال ( مكرفون ) نحن جايين للحرب …بدل العملتو دا …
اباطرة المخدرات وكارتيلاتها رموز الباطل والشر بحذروهم قبل الهجوم وأثناء الحصار …..!!! فما بالكم برسل الحق الضياء ….
…..ليه عملتو كدا ….
الناس دي كانت جايه تعيد في القيادة ….قالو دي أأمن حته في السودان عشان فيها الجيش ….!!
عشان كدا الشفع كانو بجو كتار …..!!
ماشفتوهم بجو كتار كيف…!!
بتفرجو في الطيارة القدام الجوية دي و أهلهم بقولو ليهم ديل الناس البحمونا …فوق وتحت ….
والوطن دا فيه ناس بتعالج …وناس بتبني ….وناس بتخطط وتهندس …وناس بتعلم …..وناس بتدافع وتحمي ..بحكو ليهم عنكم والباقين في أول حصة عن المدنية
وعشان يعرفو هم دايرين يطلعو شنو لما يكبرو ……
….صدقو كتير من الشفع ديل كلهم قالو دايرين لبسة الجيش للعيد معجبين بيكم شديد كانو جاينكم بيها …!! عشان شافوكم حارسننا وشايلنكم فووق تهزو بالكلاشات…و التي أخفقت في حمايتهم هذه المره…..!! وغاب العيد ….😭😭😭
وستظل لبساتهم معلقة ولو إلي حين …..!!
المعتصمين ديل بعضهم في المناوبة وواحدين نايمين في الخيم امنين مطمئنين
وهو الزول ينوم مطمئن وين لو مانام هنا قدام الجيش الذي تغنت له البنات ….
(( والجيش سلاح وانا مالي الخدار مرق لي وداري )
….والودار في الاغنية هو العزة والغزل العفيف في بأسكم الشديد وزيكم الأخضر المهيب ….!!
وفِي ساحات القيادة يومها كان ( الودار ) بمعناه الأصيل حاضرا …فتاهت الحرائر في باحات المعركة ….
وفضلنا وحاتكم منتظرين ….
وسنبقي كذلك …فمهما حدث تظلوا جيشنا ولا نستطيع الفكاك ….
سنظل متسامين فوق كل الجراح والقوة من وراء السلاح …
وسنريكم واحدا من أقوي الأسلحة التي عرفتها البشرية
نحلق به كيفما نشاء وسنهبط به علي مدرج المدنية …
يباع في السوق الحرة …وثمنه المهج والأرواح
إسمه ( السلمية ) ….
ونحن قد اشترينا ….!! وربح البيع أبا الشهيد …!!
ولأمه صبر جميل وليربط المبدي المعيد
وليرقد في عليائه …!! بشارة سعد .. وإشارة وعد ….!!
ونحن هنا…. !!!!
لم نحتفل بالعيد بعد ….!!💔