هذه شذرات مؤكدة من الاسبوع الساخن الذي ينتظر المجلس الانقلابي عندما يجلس اليهم ناجي تيبور المؤيد بشدة لثورة السودان.
الزيارة في حد ذاتها تمثل قفزة دبلوماسية مفاجئة تهدف لحسم إبطاءات المجلس الانقلابي وإنهاء إستناده علي وعود وإملاءات بلدان الجوار العربي / الخليجي ، من جهة ، وللتبيان بالعمل درجة الاهتمام التي باتت توليها واشنطن لمايجري في السودان ، بما من شأنه وضع حد للتأويلات والاجتهادات التي تنتقص من الموقف الامريكي المساند للثورة الشعبية السودانية ، لذلك سيصل الخرطوم، وبمعيته المبعوث الامريكي الخاص دونالد لوث، الذي تمت إعادته للخدمة خصيصا لحلحلة المشاكل وتبديد الهواجس الامنية الكثيرة التي دخلت الثورة السودانية في مطباتها.
لأغراض التركيز اعرض هنا في نقاط متسلسلة حزمة المتسرب من معلومات :-
١- انقسم الرأي بين البيت الابيض ( ويمثله مجلس الامن القومي) ، البانتغون ومعه أجهزة الاستخبارات ال١٦، والكفة الاخري التي تمثلها الخارجية والكونغرس بشقيه حول هل يلتقي تيبور بحميدتي أم لا. الصوت العالي كان يطالب بعدم اللقاء به لتأكيد موقف أخلاقي محض. لكن في النهاية تُركت المسالة لتقدير مساعد الوزير للبت فيها وهو علي الارض في السودان بعد أن يستمع لتنوير أمني بالخرطوم من طاقم السفارة ودرجة تورط حميدتي في الذي حدث( شخصيا أرجح ألا يلتقي به بشكل منفرد، وربما يكتفي بتواجده معه في اجتماع عام مع بقية عساكر المجلس) .
٢- بالصوت العالي تم الطلب منه إعلان مساندة أمريكا للاتحاد الافريقي والاشادة بموقف الاتحاد الأوروبي.
٣- اقترح كثيرون بالامس أن يطالب بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق وتقديم تقرير شامل عن الذي جري من مجازر وتحميل المسؤولية لأفراد بعينهم. ربما أخذ باقتراح الكونغرس أن تكون هذه اللجنة تابعة للأمم المتحدة حتي تمهد الطريق لبلوغ محكمة العدل الدولية ” رغم عدم إكتراث البيت الابيض بهذه المحكمة وكل شئ له صلة بالأمم المتحدة “
٤- موضوع قطع الانترنت سيكون حاضرا وبقوة باعتباره حرمانا غير مبرر وغير مشروع للشعب من حق إنساني أساسي. هناك إجماع من كل الاطراف الامريكية علي ادانة قطع النت .
٥-يذهب ناجي تيبور للخرطوم بعد تجربة شخصية ولدت لديه أنطباعا سلبيا عن المجلس العسكري الذي أبلغ مساعدته ” ماكيلا ” عندما زارت الخرطوم أن نقل السلطة للمدنيين سيتم في غضون ٣ أسابيع ! ولأنه سيكون لمسؤول أمريكي الاعلي مرتبة وظيفية يزور السودان منذ أخر زيارة لنائب الوزير جون سوليفان في مايو ٢٠١٧ ، فإنه سيحتاج لأن يبرز جدية عصاه وقوتها بفعل شئ ما حتي قبل وصوله للخرطوم . يقولون أن هذا الشئ ربما سيكون في اعلان يصدر من وزارة الخزانة الامريكية سوف تستبق لقاء مساعد وزير الخارجية بعساكر المجلس الانقلابي وتعلن من واشنطن عن قرارات هامة منها أنها سوف تلاحق ودائع ومنهوبات بعض رموز النظام السابق وسوف تحذر المصارف الاقليمية والعالمية من التعامل معهم . مما يمهد فرض عقوبات علي أشخاص بعينهم
٦-قضية الأسري والمفقودين سيتم طرحها بقوة . الخطاب الامريكي بشأنهم سيكون إستنكارا كبيرا لجريمة الابقاء عليهم ومنع أسرهم من زيارتهم أو معرفة أماكن تواجدهم وهو ذات الروتين الأمني واللاإنساني الذي درجت عليه اجهزة البطش السودانية . سيتم تحذيرهم بشكل لايقبل التأويل أن الأمن وسلامة الناس هي من صميم مسؤوليتهم ماداموا يسيطرون علي مقاليد الحكم
٧- الاجماع أيضا هو توجيه المجلس بضرورة الاسراع بتسليم السلطة للمدنيين وتذكيرهم أن هذا المماطلة أو الاستقواء بقوي غير سودانية سوف لن يحل المشكلة ولن يعفيهم من المساءلات عن اَي احداث عنف تنتج عن تمسكهم بالسلطة .
٨- لأول مرة سيسمعون أن المبعوث الخاص ، دونالد بوث يحظي بدعم ومساندة ادارة ترمب وأن وزير الخارجية بمبيو هو من أوصي بارجاعه ، وأن الرئيس ترمب شخصيا هو من قرر ارجاعه كمبعوث له (القصد من هذه النقظة هو حتي لا يفهموا أن المبعوث لا يحظي بثقة الرئيس لأنه خدم تحت أوباما) .