نظمت طيبة برس مائدة مستديرة أمس السبت(15 يونيو 2019م) حول ضبط الخطاب الإعلامي الذي يتناول مجريات أحداث الثورة السودانية، وما صاحبها من أزمة سياسية.
محجوب محمد صالح: المعارك الكبرى تحسمها الحجج والمنطق
يرى الأستاذ محجوب محمد صالح أن ضبط الخطاب الإعلامي هو من أولويات المرحلة الحالية بالبلاد ويعزي تفجر الأوضاع في السودان بشدة عقب أحداث فض الإعتصام بميدان القيادة العامة 29 رمضان ووصل التراشق الإعلامي ذروته بين أطراف الصراع متمثلاً في المجلس العسكري الإنتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير وبقية المكونات السياسية.
وقال صالح في المائدة المستديرة التي نظمتها طيبة برس ظهر أمس السبت، أن بعض الصحف ساهمت في الحملات الإعلامية بإبراز تصريحات من أطراف الأزمة مثل وصف المعارضة للمجلس العسكري بالمجلس الإنقلابي المجرم ووصف بعض مكوناته بالجنجويد والمليشيات ورد المجلس بأن قوى الحرية والتغيير غير قادرة على الإلتزام بأي إتفاق وفاشلة ومنقسمة في نفسها ولديها إرتباطات غير وطنية وأجندة خارجية من أجل المتاجرة بأزمة السودان.
وأضاف: لا مستفيد من السب والشتم والإساءات التي تدور حاليا لأن المعارك الكبرى تحسمها الحجج والمنطق والعقل وحتى الآن دور الصحافة في الأحداث جيد رغم وجود تفلتات هنا وهناك ولكننا نطمح في المزيد لذا فإن فكرة هذه المائدة المستديرة جاءت من أجل أن يلعب الإعلام دوراً قائداً ورائداً في حلحلة الأزمات السياسية والإقتصادية المعقدة التي نمر بها.
النور أحمد النور: التصعيد الإعلامي سببه الأخبار
أكد النور أحمد النور أن السبب في التصعيد الإعلامي هو الأخبار قائلاً: التصعيد الإعلامي مرده الرئيسي للأخبار المتواترة من هنا وهناك وكذلك هو ردة فعل للتصريحات والبرامج التلفزيونية والإذاعية وبعض الكتاب المحسوبين على تيارات سياسية معينة مما يتطلب حالياً التهدئة والإستقرار وتوجيه خطاب إعلامي يعلي قيم التفاهم والحوار.
عشاري: وسائل التواصل الاجتماعي صنعت الثورة وأضرتها
أشاد عمر عشاري بدور وسائل التواصل الإجتماعي وإنتقدها في الوقت ذاته وذلك عندما قال: لا يخفى على أحد الدور المتعاظم الذي لعبته وسائل التواصل الإجتماعي في صناعة الثورة السودانية منذ إندلاعها في ديسمبر من العام الماضي إلا أنها في الوقت ذاته أضرت بالثورة كثيرا في مرحلة الحصاد وجعلت المتفاوضين السياسيين تحت ضغط نفسي رهيب في ظل الحملات الإعلامية العنيفة والكثيفة وحرق وتخوين الشخصيات.
إبراهيم الشيخ عبد الرحمن: المائدة جاءت في وقتها تماماً
وصف إبراهيم الشيخ عبد الرحمن توقيت المائدة المستديرة بالمثالي وقال: ضبط الخطاب الإعلامي يتوقف على مجريات الأحداث السياسية بالبلاد ولن نتمكن مطلقاً من ضبط هذا الخطاب بمعزل عن ما يدور حوله لذا فإن هذه المائدة المستديرة جاءت في توقيت مثالي من أجل الحديث عن كيفية ضبط الخطاب الإعلامي وموجهاته ووسائله وآلياته في المستقبل.
سمية سيد: الخطاب الإعلامي في مفترق طرق
ألقت سمية سيد باللوم في إنفلات الخطاب الإعلامي على السياسة قائلة: الحديث عن ضبط الخطاب الإعلامي إعتراف ضمني بانفلاته مما يجعل علامات الإستفهام تدور حول أسباب إنفلات الخطاب الإعلامي ولا شك مطلقاً أن الأحداث السياسية التي تمر بالبلاد هي جوهر القضية مما يجعل الخطاب الإعلامي خلال المرحلة القادمة في مفترق طرق بل السودان بأجمعه في مرحلة نكون أو لا نكون والإعلام هو صدى لذلك.
عبد العظيم عوض: تفعيل إعلام الأزمة ضرورة مرحلة
دعا عبد العظيم عوض إلى ضرورة تفعيل ما أسماه بإعلام الأزمة قائلا: لا شك أننا نمر بأزمات سياسية وإقتصادية معقدة مما ييتطلب منا كإعلاميين تفعيل إعلام الأزمة حول كيفية تعامل الإعلام مع الأزمات ومن أكثر الأشياء ملاحظة في الآونة الأخيرة أن رؤساء تحرير الصحف ومدراء الإذاعات والقنوات الفضائية لا يقومون بأدوارهم على الوجه الأكمل وأقرب مثال عدم حضورهم للمؤتمرات الصحفية التي يعقدها المجلس العسكري.
مصطفى أبو العزائم: الآراء الحادة تحتاج إلى مقابل
طالب الأستاذ مصطفى أبو العزائم بضرورة إخضاع الخطاب الإعلامي إلى معالجات وذلك عندما قال: التصعيد الإعلامي والآراء الحادة تحتاج إلى مقابل بحيث يجب أن يكون الطرح العنيف يمتلك حلا بديلا حتى لا يكون مجرد إثارة للرأي العام وخلق حالة من الفوضى كما أن الحوار الإعلامي الموضوعي مطلوب بشدة في المرحلة المقبلة عبر إحترام الرأي والرأي الآخر دون أن يفسد ذلك للود قضية رغم مابه من إختلافات جذرية.
عبد الله جاد الله: الخطاب لإعلامي لم يحرك ساكن الأحداث
انتقد عبد الله جاد الله الخطاب الإعلامي بالقول: الإعلام فشل حتى الآن في إضافة أي جديد على المشهد السياسي منذ إنطلاق الثورة في ديسمبر الماضي بحيث لم يحرك ساكن الأحداث ولم يوجه هذه الثورة أو يرسم لها خارطة طريق ولم يجن ثمارها ولم يكن له رأي واضح في أحداثها الكبري مثل وصول الثوار لميدان القيادة أو فض الإعتصام وإكتفي بدور المراقب فقط للأحداث وهذا بمثابة فشل للإعلام خصوصا الصحافة.
محمد عبد القادر: الإعلام السوداني منقاد وليس قائد
شدد محمد عبد القادر على سيطرة الإعلام الخارجي على الأحداث أكثر من الإعلام المحلي وقال: الإعلام السوداني منقاد وليس قائد للأحداث وأكبر دليل على ذلك إنصراف المشاهد السوداني وعدم متابعته للقنوات والإذاعات السودانية وتلقي معلومات وأخبار بلاده من قنوات خارجية وهذه أزمة كبرى تتطلب منا أن نصنع ما يسمى بإعلام الأزمة الذي يستطيع أن ينتشلنا من هذا الواقع الإعلامي المأزوم والإنتقال إلى وضع إعلامي أفضل.
مخرجات المائدة
- مراعاة التوازن والموضوعية في المواد المتصلة بالأزمة السودانية.
- عدم إبراز الخطاب الساسي المستفز والنأي عن تصعيد الأزمة.
- المساهمة في التهدئة والإستقرار وخلق أجواء إيجابية بين كل الأطراف.
- مطالبة أطراف الأزمة بإعلاء المصلحة الوطنية وضبط الخطاب السياسي.
- إصدار نداء إعلامي مشترك عبر كل الوسائط الإعلامية يخاطب جذور الأزمة ويؤكد إعلاء قيم التفاهم والموضوعية والحل السلمي المتفوض عليه ويمكن أن يسمى مثلا إعلان الخرطوم للوفاق الوطني.