طالب رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو بتحقيق فوري بشأن جريمة فض اعتصام القيادة العامة تحت إشراف إقليمي ودولي لمحاسبة الجناة والاقتصاص للشعب السوداني.
وأدان الحلو بأقصى العبارات تلك المجزرة البشعة التي صدمت العالم بأسره، وترحم علي أرواح الشهداء، وتقدم بالتعازي والمواساة لأسر شهداء المجزرة مجدداً موقف الحركة الشعبية المبدئي المؤيد والداعم للانتفاضة الشعبية، وحق الشعب المشروع في التغيير .
وناشد الحلو الشعب السوداني وقوى الانتفاضة الشعبية بمواصلة الحراك الثوري والاستمرار في العصيان المدني، كما ناشد السودانيين بدول المهجر بتفعيل الجبهة الدبلوماسية بتضييق الخناق علي النظام، ومحاصرته حتي تحقيق أهداف الثورة باقتلاع النظام، وتشكيل حكومة مدنية بكامل الصلاحيات داعياً الشعب السوداني إلى الصمود، ومواصلة الحراك الثوري من أجل تحقيق أهدافه المنشودة في إعادة بناء الدولة السودانية على أسس العدالة والمساواة والحرية، واعتماد المواطنة أساساً أوحد للحقوق والواجبات.
وأشار رئيس الحركة الشعبية الي أن أكثر من ٩٠٪ من السودانيين مهمشين اقتصادياً، وطالب قوى الهامش الجغرافي، وقوى الاستنارة في المدن للنضال المشترك، وبناء الكتلة التاريخية من أجل تغيير الأوضاع بالبلاد الى الأفضل.
وقال عبد العزيز ادم الحلو: “إن الثورة لتغيير الأوضاع القديمة تحتاج إلى سياسة النفس الطويل”، وأوضح أن القطيعة مع القديم ليست مجرد حدث يمكن أن نحدده باليوم الذي سقط فيه البشير، وإنما هو عملية وسيرورة بدأت منذ العام 1989، مرتدية أشكالاً مختلفة للمقاومة، وسوف تستمر لفترة طويلة على صورة مخاض عسير ومؤلم حتى يتجدد القديم، وتحدث النقلة النوعية ويصير لدينا سودان جديد مختلف من حيث المبنى والمحتوى.
ووصف الحلو فشل تجارب الانتقال السابقة في إدارة التنوع والتعدد والاعتراف بأنه (مربط الفرس)، وقال: “إن الحركة الشعبية تسعى إلى الإجابة عن (سؤال)مهم وهو: كيف يحكم السودان؟ وأضاف نحن نري أن أساس المشكلة هو إصرار وتمسك النخب التى تعاقبت على سدة الحكم في البلادعلى عدم الاعتراف بالتعدد الذي يزخر به السودان، والعمل على التمسك بالآحادية الثقافية، واختزال هوية الدولة في الهوية العربية الإسلامية ثم تعميمها على بقية القوميات السودانية، وفرضها بالقوة، وعندما قاومت بقية الجماعات سياسات الآحادية الثقافية لجأت الأقلية الحاكمة الى إستخدام العنف، الذي قاد الى الحروب الأهلية، وأدى الى تقسيم البلاد في عام ٢٠١١م.
وأردف الحلو:رغم ذلك فإن النخب لم ترعو أو تعي الدرس، وواصلت في استخدام العنف، الذي بات يهدد ما تبقى من السودان بالتشرذم والتفكك.
وقال الحلو: “إن الحركة الشعبية وفي ظل هذه المهددات طرحت برنامج السودان الجديد، وهو مشروع سياسي فكري يهدف الى إعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديده من الحرية والمساواة والعدالة والوحدة الطوعية، وذلك يتطلب حياد جهاز الدولة وعدم انحيازه لأي مكون عرقي/ثقافي ديني من مكوناتها، واعتماد المواطنة كأساس أوحد للحقوق والواجبات،وباهي الحلو بمشاركة جماهير وكوادر الحركة الشعبية في المظاهرات والاعتصامات ووصف مشاركتها بدور ثاني أكسيد المنجنيز في دورق تحضير غاز الأكسجين، وقال عبد العزيز ان للحركة الشعبية وسائل متعددة من ضمنها الكفاح المسلح والانتفاضة الشعبية والعمل الدبلوماسي والتفاوض والتحالفات، ونؤمن بضرورة تكامل هذه الوسائل لتحقيق التغيير.
وحول تحديات الانتقال الديمقراطي، قال الحلو: “هذه القضية محورأنظارنا و محط اهتمامنا”، وأوضح “أن الديمقراطية المعنية في منظورنا هي ديمقراطية تعددية بالضرورة؛ استنادا إلى حقائق واقعنا الزاخر بالتنوعات والتعددات الثقافية والدينية، بل وطول بقاء الديكتاتوريات الفاشية جاثمة على صدر الشعوب السودانية والتشوهات التى ألحقتها ببنية الوعي الإجتماعي والسياسي بالبلاد”.