نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقابلة مع الرجل الثاني في المجلس العسكري الانتقالي السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي) وقائد قوات الدعم السريع، المتهم بقتل المعتصمين في الأسبوع الماضي. ولم يخفِ دقلو الذي كان أداة الزعيم السوداني السابق عمر البشير لتنفيذ القمع، طموحاته بتولي السلطة.
وتحت عنوان “الديكتاتور السوداني القاسي، خليفته هو أداته” للقمع، أشار مدير التحرير ديكلان وولش في البداية إلى أن حميدتي “كان مرة تاجر جمال قاد ميليشيا متهمة بتنفيذ إبادة في دارفور ولكن الجنرال حميدتي يجلس الآن على قمة السلطة في السودان ينظر للشوارع المحروقة من مكتبه المطعم والعالي في مقرات الجيش التي تلوح بالأفق”.
حميدتي وهو رجل نحيف حاصل على تعليم ابتدائي فقط، ولديه أربع زوجات، ولم يتلق أي تدريب عسكري.
يتمتع بملامح منصبه الجديد في مكتبه، ويحتشد العساكر والمستشارون والخدم حوله، والسيوف الذهبية والميداليات الممنوحة للزعماء العسكريين السابقين تملأ مكتبه.
التقيت به في مكتبه الواسع، نافذته تطل على موقع الاعتصام الذي أصبح شوارع محروقة.
يمكننا من خلال مكتبه رؤية موقع الاعتصام الذي قامت فيه قواته بفض آلاف المحتجين فيه.
أحرقت قواته الخيام واغتصبت النساء وقتلت عشرات الأشخاص وألقوا ببعض الجثث في النيل
-وفقًا لرواية الشهود.
كان حميدتي أثناء الحوار هادئاً، ولم يبد ندمه.
عندما سألناه عن المجزرة وقتل 118 شخصاً، تجاهل السؤال، وعندما أصررنا على إجابته وعدم هروبه، قال: لا أهرب لكن يجب انتظار نتائج التحقيق
ثم وجه اتهامات قوية ضد المحتجين، متهماً إياهم بالسلوك الاستفزازي الفظيع والخاطئ.
وفي مقر الدعم السريع في حي المنشية، تحدثت مع الفريق نور الدين أحمد، أحد ضباط الدعم السريع الذي يترأس وحدة حقوق الانسان، وبجانبه مكتب مسمى بوحدة حماية الطفل.
نفى الاخبار المزيفة عن استخدام الاطفال في الحروب ونفى ارتكاب مجازر ٣ يونيو وقال أنها مجرد أخبار مزيفة وقام ضابط بجلب اسلحة وخمور وحشيش وواقي ذكري، وادعى انها كانت مع الثوار، لإظهارهم بأنهم سكارى وخطرين
لاحظت أن سلاحين منهما غير حقيقيين، والسلاح الاخر كان حقيقي
ثم استدعى خمسة معتقلين يرتدون ملابس متسخة، وحفاة، ومعصوبي العينين، لم يسمح لي بسؤالهم، وقال لي إنهم اعتقلوا اكثر من ٣٠٠.
حميدتي يريد أن يحسن صورته أمام الجميع، لكن من الصعب أن ينجح في ذلك، خصوصًا بعد الأدلة الهائلة على الفظائع التي ارتكبتها قواته (الفيديوهات التي توثق أعمالهم وشهادة الشهود) ، وهذا ما أتى بنتائج عكسية وغصب من قوى الحرية والتغيير يتفاوض معهم.
إن المجتمع الدولي يتجاهل حميدتي، وحتى أن مبعوث الأمم المتحدة دونالد بوث لم يلتق حميدتي يوم الخميس عندما حضر إلى الخرطوم.
حميدتي يريد تقمص شخصية الرجل القوي، ويقول ان البلاد تحتاج إلى قواته وليس العكس.
⭕متقطفات سريعة من اللقاء :
- الصحفي: الظاهر للعيان أن البرهان هو رئيس المجلس العسكري لكني أشك في ذلك، الخرطوم في قبضة حميدتي.. هو القوة الحقيقية
- حميدتي لا يحب إطلاق إسم الجنجويد على قواته، لانها تعني قطاع الطرق واللصوص، وهو يدعي بأنهم ليسوا كذلك.
- جعلت الحرب حميدتي غنيًا، وله مصالح في تجارة الذهب والبناء وله مكتب لتأجير السيارات.
- للدعم السريع مقر في حي المنشية ، فيلا من خمس طوابق بها العديد من المكاتب الممتلئة بالعساكر، تجد صور حميدتي معلقة في الجدران وهو يحتضن الفقراء ويفتتح المدارس أو يلتقي بزعماء القبائل.
- القنوات الاخبارية تخضع لسيطرة عسكرية صارمة، تعمل لمصلحتهم.
- يقول المحتجون بأن لديهم مقاطع فيديو وصور توثق مجازر الجيش ولكنهم ينتظرون عودة الانترنت لنشرها.
- د.سليمة من مركز الاحفاد الصحي تقول اإنها عالجت عشرات النساء من من تم اغتصابهن والاعتداء عليهن وضربهم.