لا داعي لإضاعة مزيد من الوقت، بلادنا في حاجة ماسة لشخصية مفتاحية قادرة على صناعة الحلول لكل أزماتها. شخصية تحظى بخبرة عميقة بتفاصيل المشهد السياسي السوداني وشخوصه.. ومع احترامي –جداً- لترشيح البعض للدكتور عبد الله حمدوك خبيرنا الاقتصادي الذي نفخر به، إلا أن خبرته وتخصصه ستكون أفيد في الموقع المناسب، وزارة المالية.. فأول خطوة للنجاح وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
مطلوب من رئيس الوزراء أن لا يتدخل في تفاصيل عمل الوزارات، مثل (المايسترو) في الفرقة الموسيقية، لا يحمل في يده آلة موسيقية بل مجرد عصا صغيرة ينسق بها وظائف الآلات وأدوارها ليصنع الجميع معاً لحناً جميلاً.
في تقديري الأستاذ فيصل محمد صالح من أفضل الشخصيات الوطنية التي تتوفر فيها كل الصفات المطلوبة في رئيس وزراء الفترة الانتقالية.. فهو من أهم صناع الحراك الجماهيري على الامتداد الميداني والنوعي لمسار الثورة السودانية، قاد ثورة الوعي بكتاباته الصحفية ومشاركاته الإعلامية في مختلف الوسائط والندوات داخل وخارج السودان.. كما كان ثائراً على الأرض خاض غمار المظاهرات من الشوارع والأسواق والأحياء حتى ميدان الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني.
فيصل رجل بلا أعداء، رغم مواقفه الصلبة الواضحة والمشهودة، فهو عف اللسان والسنان، لا يخوض المعارك الشخصية الضيقة، ويلتزم بالموضوعية والاستقامة المهنية. يحمل في روحه وعمله العام روح وقوة الشباب، وحكمة ووقار الشيوخ، ورصانة وثقة المفكرين وصلابة وعزم الثوار.
فيصل؛ أفضل من يمسك بعصا (المايسترو) ليقود أمهر العازفين كل في تخصصه، له قدرة متميزة على تفهم الآخر واستيعابه بل واستثمار طاقات الآخرين ليشكل منهم فريق عمل ناجح.
أقترح على قوى الحرية والتغيير أن تسميه رئيساً للوزراء ، وأني على يقين أن أول من سيوافق عليه المجلس العسكري نفسه، فضلاً عن جماهير الثوار داخل وخارج السودان.
وفي تقديري أن مثل هذه الخطوة سترفع عن كاهل الوطن ثقلاً جسيماً من التوتر والإحباط والانتظار الطويل، سيشعر الثوار أنهم باتوا أقرب إلى ممارسة السلطة الحقيقية في وطنهم وأن ثمار غرسهم الثوري بدأ نضجه.
وأرجو من زملائي في الصحافة والإعلام، داخل وخارج السودان، أن يتبنوا معي هذا المقترح، ليس عصبية للمهنة بل فلتكن هي مساهمتنا في حل الأزمة السودانية ووضع بلادنا في مسار النهضة والاستقرار.
لا داعي للتأخير، فنبدأ مشوار الألف ميل بخطوة، فيصل محمد صالح رئيساً لوزراء الحكومة الانتقالية..