قهاوي (العتبة) تبيع الكيف السوداني وتشجع محمد صلاح
22 يونيو 2019
لا توجد تعليقات
تقرير – التحرير- أعده من القاهرة: سيبويه يوسف
تمثال إبراهيم باشا في ميدان الاوبرا يمثل أكبر تجمع للسودانيين
في وسط البلد، ويقول الطيب بشير: “إنه أصبح أكبر ملتقى للعابرين، وتكمن أهميته
في أنه يقع من ضمن المعالم البارزة بالقاهرة، فيسهل وصفه والوصول إليه، فيما يتجمع
الاصدقاء والمعارف على امتداد الساحة الخضراء”.
وأضاف: “الاتوبيسات
التي تصل من الخرطوم مواقفها على بعد أمتار من موقع التجمع، وبالتالي يمكن أن
يتقابل الجميع، ويتبادلون العناوين، وأرقام الهواتف الجوالة”.
ويقول
العشريني وائل السر: “أول معرفتي بالقاهرة كانت أمام تمثال إبراهيم باشا حيث
تقابلت مع أسرتي، ومن بعد ذلك أصبح ارتباطي وثيقاً بالمنطقة، وبخاصة أنه في
الناحية الأخرى من موقع التمثال توجد سلسلة من المقاهي التي تقدم المشروبات
السودانية”.
“قهاوي” مصرية بمزاج سوداني
مجموعة كبيرة من الشباب الاسمر يتحلقون حول شاشات
المقاهي، وبعضهم منهمك في تعاطي الشيشة، يجمع بينهم ود ومحبة، يتضح ذلك من أحاديثهم
الضاحكة.
ويقول عثمان الأمين القادم من منطقة السادس من أكتوبر:
“أزور العتبة مرة في الأسبوع لمعرفة أخبار الأصدقاء، ولقائهم”، وأضاف:
“هذه المنطقة يسهل الوصول إليها، بجانب أن القهاوي تخصصت في المشروبات
السودانية، بجانب المحلات الصغيرة التي تبيع المنتجات القادمة من السودان مثل طحين
(زادنا)، وهو معمول من دقيق الذرة يستخدم في صناعة العصيدة والكسرة، وهما من اهم
الوجبات الشعبية في السودان، بجانب خليط (الدكوة) وهو طحين الفول السوداني،
ويستخدم في عدد من الوجبات السودانية”.
ويقول محمد
عثمان الأمين: “المنطقة بأثرها تحولت إلى سودان مصغر، حتى متاجر القماش تخصصت
في النوعية التي يعشقها أهل السودان لصناعة (الجلابية)، ولبسة (على الله) -وهي
لبسة شعبية يرتديها مجموعة الأنصار (أنصار الإمام محمد أحمد المهدي)”.
مقهى دياب.. مشروبات سودانية وتشجيع صلاح
أمام مقهى يزدحم بالسودانيين ينشط المعلم عمر المهدي شاب من صعيد مصر في تلبية طلبات زبائنه من السودانيين، ويقول: “إن المقهى الذي يمتلكه الراحل دياب مسعود ظلت تستقبل السودانيين من ثمانينيات القرن الماضي، وهو أول مقهى في المنطقة احتضن أبناء النيل”.
وعن أهم المشروبات
التي يفضلها أهل السودان ذكر بأن “الجبنه (قهوة سودانية) والشاي والكركديه”
أهم ما يفضله زبائنه السمر، وأضاف أن العلاقات التي تربطهم بالسودانيين تجاوزت إطار
المقهى، وتحولت إلى علاقات اجتماعية ممتدة، وأن بعضهم ظل في حالة تواصل رغم عودته إلى
وطنه، وأوضح أن مباريات كرة القدم في الدوريات الاوربية تمثل لهم سوقاً رائجاً؛ لأن
السودانيين يعشقون كرة القدم بجنون، وأن كثيراً منهم يشجع محمد صلاح، ويحتفلون مع
كل هدف يحرزه مع إخوانهم المصريين.
وأشار المهدي إلى أن هنالك كثيراً من الشعراء
والملحنين ولاعبي الكرة من زبائنه، وأنه في خلال السنوات العشر الماضية، وهي فترة
عمله بالمقهى- أصبح خبيراً بالأحوال وتفاصيل الحياة السودانية.
ويضيف المهدي “السهرات
الرمضانية تستمر حتى ساعات الصباح الأولى، ويتناول الجميع وجبات السحور بشكل جماعي،
ثم يتفرقون كل إلى محل اقامته”.
داني.. عطارة سودانية تتسيدها الحنة
وفي مقابل قهوة دياب كان هنالك محل عطارة سوداني لصاحبه داني محمد الذي ابتدر حديثه بأن المحل يحتوي على كل ما يحتاج إليه السوداني خارج موطنه من مستلزمات غذائية، مثل: الدقيق بكل أنواعه، بجانب الزيوت، مثل: زيت السمسم الذي يتناوله أهل السودان بالفول المصري والدكوة، بجانب الكركدي والشاي والبن.
وأضاف “أن مستحضرات المرأة السودانية أيضاً حاضرة
على رفوف المحل، حيث نجد الصندلية والصندل والسرتية، بجانب الحنة التي تشتهر بها
نساء السودان، ويشير إلى أن المصريات أصبحن في الفترة الاخيرة من زبائنه، وبخاصة
في مناسبات الأعياد، وأضاف بأن حنة التاج من أبرز انواع الحناء التي تجد رواجا
عالياً في السودان لجودتها وتميزها بالسواد اللامع.
ويشير إلى أن هنالك سودانيات تخصصن في صناعة العطور
المميزة، إذ يحصلون على المنتجات بشكل منتظم، ويحققون أرباحاً معقولة، بجانب
المساهمة في نشر الثقافة السودانية.