في نضال الثورية السودانية

من الملاحظ ابتذال مصطلح الإقصاء خلال الفترة الأخيرة . فقد ظهرت الكلمة فجأة رغم أن الإقصاء الحقيقي موجود منذ فجر الجمعة 30يونيو1989م وطال كل مرافق الحياة العامة السودانية وأجهزة الخدمة المدنية والإعلام والثقافة والمجتمع المدني . ولكن نجد ان الكثيرين اكتشفوا الكلمة السحرية مع اندلاع ثورة الشباب وتقدم قوى الحرية والتغيير للصفوف!
دهشت عندما شاهدت مناضلا يطل من شاشة التلفاز معلنا بأن أهم معارضة وهي الجبهة الثورية قد تم اقصاءها . فقد بدأت الانتفاضة يوم 19/دسيمبر 2018م ويظهر هذا المناضل يوم 22/6 ليحتج على الإقصاء!
أولا العمل الثوري ليس عزومة أو دعوة لحضور عقد قران، بل هوبذل وعطاء يتم بكل عفوية وأريحية حين ينزل الثوار تلقائيا الى ميدان المظاهرات والاعتصامات وحين يتصدى لهم شخص ويقول لهم: ليس لكم الحق في المقاومة أو المعارضة لأنكم جبهة ثورية يكون هذا هو الإقصاء. والسؤال هل اشتركت الجبهة الثورية في المظاهرات والاعتصامات وطالب أي فصيل أو جبهة بإبعادهم لأنهم جبهة ثورية ؟ هل حدث هذا في أي وقت من الأوقات .حديث “المناضل” مبني على تخوف من إبعاد الجبهة الثورية من المغانم وكيكة السلطة عندما يتم تشكيل الحكومة الانتقالية . والآن بسبب هذه المخاوف يريد المجلس العسكري تكوين حكومة تسيير أعمال متراجعا عن اتفاقه السابق، لذلك كان توقيت إعلان “المناضل” لموقف الجبهة الثورية غير موفق تماما في وقت كان الثوار يحتاجون فيه لدعم في التفاوض ولقاء المندوب الاثيوبي .
يفترض ان تذكرنا هذه الصفة الرائعة “الجبهة الثورية ” بأمثال جيفارا وماو وكابرال.
قفزت الى رأسي قصيدة أحمد فؤاد نجم عند مصرع جيفارا، عنوانها صرخة جيفارا، يقول فيها: :