🔅 الدولة المعاصرة لم تعد هي ذات الدولة المسيطرة علي حدودها وفضاءاتها وان احتفظت بسيادتها علي تلك الحدود والفضاءات وفقا للقوانين والنظم المكتوبةوالمتعارف عليها والمعترف بها إقليميا و دوليا ..
🔅كنت كثيرا ما أتساءل عن مستقبل الدولة واجد نفسي عاجزا عن الإجابة علي تلك الأسئلة المرتبطة بسيادة الدولة
وقدرتها علي التحكم في مفاصل الحياة وحركة مجتمعاتها والعقل الجمعي أو الرأي العام …وهل دخلنا بالفعل إلي مرحلة الدولةالواحدة ظاهريا والمخترقة فعليا؟؟..
🔅 عن طريق الصدفة تابعت محاضرة قيمة للمفكر التونسي الرئيس المنصف المرزوقي وهو رئيس سابق للدولة التونسية تحدث فيها عن مصطلح الدولة وادهشتني فكرة المحاضرة وفهمه المتقدم وقراءته الدقيقة وتوصيفه الأدق للدولة المعاصرة.. وانتفضت من مقعدي وانا أسمعه عبر قناة الجزيرة مباشر.. يقول( الدولة بالمفهوم القديم لم تعد موجودة لأن الدولة بالمفهوم التقليدي تعرضت لجذب من أعلي عبر دول فضائية ينتمي أغلبية سكانها إليها مثل دولة الفيس بوك او دولة تويتر او دولة الانستجرام
كما أنها مشدودة الي تحت عبر أنشطة منظمات المجتمع المدني.. (انتهي كلام المرزوقي)
🔅وبقليل من المراجعة لواقع الدولة في عالمنا المعاصر والوضع الراهن نجد الدولة المعاصرة مخترقة الحدود والفضاء ثم إنها رهينة التسلل الاجنبي للتأثير علي اقتصادها وحركة مواردها… ولعل ظاهرة العقوبات والحصار الاقتصادي تؤكد ما نقصد من اختراق
كما أن تسرب المنظمات أو الجماعات الإرهابية والأفراد والجماعات عبر ظواهر مثل النزوح والاتجار بالبشر هي جميعا تحيل الدولة التقليدية الي دولة أخري بملامح ومواصفات مختلفة تماما..هي نفسها الدولة المعاصرة المخترقة الحدود والرغبات والعاجزة عن ابتكار مصدات تمنع عنها الاختراق السياسي والاقتصادي والاجتماعي….
🔅 واذا اقتنعنا بأننا ننتمي أو نقيم في دولة مخترقة سهل علينا فهم التنازع الحاد والصراع المقيم والتنافس طلبا لتقاسم السلطة والثروة … ذلك هو حالنا الٱن…