قسما بمن رفع السماء بغير عمد، سنحاكمكم بالقتل العمد، وقسما بمن أنزل القرآن، لن نتنازل عن القصاص يا برهان، تقتلون زهرة شبابنا وهم نيام، ولم تراعوا انهم كانوا في حال صيام؟ وهتك أعراض البنات الحرائر، من قبل وحوش بلا ضمائر، جريمة لم يرتكب مثلها مجرم نازي أو جيش كتشنر الغازي، وكان ذلك في رمضان يا رئيس الغفلة يا برهان، وعلى الباغي ستدور الدوائر، والويل لكل قاتل جهول وجائر
كم من أم لا تعرف أين “جناها” اليوم ،وكان يصبها في الميدان حين غزاه في الظلام البوم، أترى تركت الأسماك شيئا من جثته؟ هل من أمل في أن ندفن شيئا منها في تُربته؟ حتى الجزار لا يرمي ميت البهائم في النهر، فكيف بواحد من بني البشر؟ هل يعقل ان من فعلها من المسلمين؟ هل يعقل ان يكونوا يؤمنون باي دين؟ ولماذا قتلتم الأطفال فاقدي السند، الذين وجدوا في ميدان الاعتصام كل سند وعضد؟ أم كان القتل في حد ذاته غاية؟ يمارسها جندكم كهواية؟
لهفي على الخرطوم، التي يتحكم فيها اليوم، تجار الموت والدمار، يعيثون فيها فسقا ليل نهار، لهفي على الأمهات المكلومات، لهفي على الكنداكات، يجدن التعاطف العابر للقارات ولا يجدن من عسكر السجم سوى التحرش والرجم، ولا يضرب البنات بالكلاش الا الاوباش، الذين جعلوا مدننا مستباحة، فلم يعد أهلها يعرفون الأمن والراحة
قسما بفاطر السماوات والأرض، لن يفلت من القصاص من قتل وهتك العرض، فكما يناير عانق أكتوبر، وتعانق ابريل وديسمبر، سنزلزل عرشكم الهش، فهو مبني من قش، وهبة أخرى عاصفة واحدة، من ثورتنا الخالدة، سترمي بكم في المزابل، فلا يصبح منكم حابل او نابل، فثورتنا أشعلت فوق المآذن نارها، والمجد حف بها وباركت البلاد مسارها، وويل كم من غضبة الحق وثورة الشعب الجليلة، وستظل وقفتنا بخط النار رائعة طويلة
وقريبا تصبح جمهورية الاعتصام النبيلة، التي أشبعتم مؤسسيها ترويعا وتقتيلا، في كل ركن من الوطن الحبيب، عندما تعم فرحة النصر، على خفافيش الظلام الذين شيمتهم الغدر، وحنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي، وطن شامخ و”عاتي”، لا مكان فيه لبعاتي، وسنغني في الشوارع لجموع الشهداء، وبإيمان جديد بالفداء، وتتفتح آلاف الزهور، عند رفاة شهدائنا ساكني القبور
لن تنطفئ جذوة الثورة طالما هناك بري، وهناك القضارف وعبري، والعباسية ونيالا، وأم درمان المتوهجة مريخا وهلالا، والصحافة وجبرا، والدامر وعطبرة، فاعلموا يا عسكر الشؤم، يا من جعلتم مدننا خرائب ينعق فيها البوم، أن ليلة ظلمكم قصيرة، لأننا استأنفنا المسيرة، فجهزوا المحامين عسى ان يخففوا عنكم العقاب، فلن نقتلكم غيلة كما فعلتم بالثوار الشباب، بل سننصب لكم المحاكم العادلة، وننشر فيها كشوفات عاركم الهائلة، وسيكون يوما عبوسا عليكم ،يصاب فيه ناطقكم مسيلمة بالبكم، ولن ينفعكم فيه دعم بطيء أو سريع، فلن تفلتوا من عواقب فعلكم البشع المريع
وقريبا ترفرف على أجنحة الفجر أعلامنا، ومن بين أكفان شهدائنا تطلع شمس أعراسنا، فشعبنا الذي لهبه ثوريته، سيجد مراده وكل ما في نيّته، والخزي والعار للقتلة الأشرار، والمجد والخلود للشهداء الأبرار….