بالضبط وضع الوطن الجريح كما تركه نظام الانقاذ في حالة انهيار كامل كما قطية داخلها اسرة بأطفالها صراخهم يملأ المكان..ووحيحهم يفطر القلوب و النيران يشتعل لهيبها ويتطاير الى عنان السماء وجحيمها يرعد ويرهب اقوى الاقوياء واشجع الشجعان .
المنظر آنذاك كأنه نقل حي من جحيم وحطمة يوم القيامة.. الناس حينها في حال مضطربة لا يعلم مصيرها إلا رب العالمين .. والاسرة بأطغالها داخل تلك القطية المصنوعة من اعواد الشجر والقنا والقش الناشف سريع الاشتعال في انتظار من ينقذها.. الناس في صياح مستمر ويهمهون وينادون: (يا ابو مروة ..يا ابومروة..) وابومروة هؤلاء اناس وليس كل الناس.. رجال ولا كل الرجال.. هم عشا البيتات.. وضوء البيت.. وشيال التقيلة.. واخو الاخوان.. ولا يقدم.على مواجهة تلك الكربة إلا هم وحدهم ..
الناس جلبت البراميل الملوءة بالماء في سرعة هائلة.. لا توجد مطافىء ولا خراطيم مياه ولا سيارات مجهزة لتقوم بلوازم الاطفاء في ذلك الزمان .. فقط ابومروة هو المنقذ … وحينذاك وفي سرعة البرق رمى المنقذون وزراء الحكومة المدنية .
وزراء حكومة الثورة الشبابية الظافرة.. هم وحدهم لا غير ..رموا بأنفسهم وبملابسهم في براميل المياه .. وفي برهة من الزمن وفي طرفة عين هبوا بملابسهم المبتلة بالمياه وفي شجاعة متناهية ورجولة صامدة قوية وسط لهيب النار المشتعلة انقذوا الاسرة واطفالها من هلاك وشيك… وكانت تلك تجربة فريدة لهم ليتحملوا مسؤوليتهم الوطنية وينقذوا شعب وطنهم من قطية الانقاذ المحترقة…