على جيلى أن يترجل ويترك القيادة لهؤلاء الذين أثبتوا أنهم أقدر .. وحاولت أن أفهم فى هذه السانحة كيف تكونت رؤاهم .. فهم يريدون أن يعيشوا عصرهم، ولا أحد يستطيع أن يجبر هم على أن يعيشوا زماناً ولى. فالعالم بعد انفجار المعلومات يتغير بتوالى هندسي. ويغدو السؤال المركزي: كيف نفتح النوافذ والأبواب لتغيير الهواء الساكن الراكد فى نفوسنا ومجتمعاتنا ؟ فهل هذا ممكن بغير حرية تامة لم نعرفها فى مجتمعنا ولا أسرنا ولا مع أنفسنا. بل أولنا نصوص الدين لنفسدها، فالله الذي ينبه رسوله صلى الله عليه وسلم انه مجرد بشير ونذير، وليس بمسيطر عليهم، ومن تولى وكفر فأمر ه الى الله ..هل نحن على استعداد لتحمل تكاليفها وتبعاتها أم لا !؟
فافسحوا الطريق لهؤلاء الشباب وليجربوا أن يعيشوا عصرهم، كما جربنا فنجحنا فى شيء وأخفقنا فى كثير.، والزمن ليس زماننا وإنما زمانهم.
فافسحوا أبواب الحرية ليجربوا، وسينجحون ويتعلمون؛ لأن عصر التقنية التى اتقنوها سيساعدهم أكثر مما ساعدنا زماننا.
هذا هو الطريق وإلا سيأخذون هذا الحق اقتداراً فثورتهم قادمة لا محالة. فإذا أفرز الانفجار الكبير إبداع الكون وتشكله فإن الانفجار الكبير فى التقنيه سيبدع إعادة تشكل أشواق الانسان ورؤاه. ولنلحق بركب الإنسانية المعاصر علينا أن نسبقه، وإلا ظللنا نلهس خلفه ونقبع فى الذيلية والتخلف.
أننى اعترف الآن أنني استبصرت من تأملاتي فى ثورة الشباب هذه ما لم أتعلم من الكتب، وتجاربي الماضية، فلنفتح النوافذ والأبواب لهؤلاء الشباب، والا فالطوفان قادم.