• كدة يا جماعة، وبرواقة كدة:
سؤال برئ، ومع كل محبتنا، وإعزازنا للمملكة العربية السعودية، ولأهلنا هناك الذين نحبهم، وتربطنا بهم أواصر المحبة، والمودة، والقربى:
• كيف، ولماذا، وبأي مسوِّغٍ ديني، أو قانوني، أو أخلاقي يُمنع، أو يُعرقل وصول حُجاج دولة قطر إلى مكة المكرمة لحج بيت الله الحرام، لا لشئ إلا لأنهم قطريون، ولأن (سياسة) دولتهم قطر لا تتوافق مع سياسة الدولة السعودية؟!
• هل الحج هو أصلاً منسِكٌ من المناسك السعودية، أو إنجازٌ من إنجازات السعودية، أو إبتداعٌ من إبتداعاتها، أو مُنشأةٌ من منشآتها حتى تمنع من تمنع عن زيارته، إقامته، أو إستخدامه، أو الإستفادة من منافعه؟!
• هل إخواننا السعوديون يعتبرون الحج مثله مثل البترول السعودي تماماً، أو مثل ميناء جدة السعودي، أو مطار الملك عبدالعزيز السعودي بها فيمنعون من يمنعون، ويسمحون لمن يسمحون بإستخدام هذه السلع، والمرافق السعودية والتمتع بمزاياها؟!!
• كيف تمنع السعودية عبادَ الله عن أداء رُكنٍ من أركان دين الله فقط لأنه، وبالإرادة الربانية وحدها، كان مكان إقامة هذا الركن هو أرض من أراضي الله، التي تصادف أن أسماها الناسُ إصطلاحاً الدولة السعودية؟!!!
• مع كل الإحترام، والتقدير لإخواننا السعوديين؛ هل الدولة السعودية تعتبرُ الإسلام سعودياً -لا سمح الله- وبالمواصفات، والمعايير السياسية السعودية، فمن إستوفاها فهو مسلم، ومن لم يستوفِها ليس بمُسلم، ووجبت مقاطعته، وحظره، وصب اللعنات عليه، ومنعه من أداء شعائر الإسلام؟!!
إنَّ للعربية السعودية مكانةً عظيمةً وإحتراماً في قلوب كافة المسلمين..وليس بالضرورة أن هذه المكانة قد إكتسبتها السعودية بكدِّها، وجهدِها، وإعتدالها فقط، وإنما كذلك -وبالإرادة الربانية المحضة- لوجود هذه الأماكن المقدسة للمسلمين جميعاً في أراضيها..
ولقد إنعقد لواء الإسلام (روحياً) للسعودية، لوجود البيت الحرام في مكة المكرمة، ومسجد رسول الله (ص) في المدينة المنورة، مع بقية المقدسات الإسلامية الأخرى في الأراضي السعودية..ولولا ذلك لكان ممكناً أن ينعقد هذا اللواء (روحياً) لتركيا مثلاً التي كانت بها آخر خلافة إسلامية، أو لسوريا أو العراق اللتين كانتا مهد الدولتين الأموية والعباسية، أو لمصر التي تحتضن الأزهر الشريف حاضراً، وكانت قد قامت عليها الدول، والممالك الإسلامية في السابق، ولتاريخها الباذخ في صحائف الإسلام !!!
لم تغنم الدولة الشقيقة السعودية -مع إحترامِنا الكامل لها- هذه الأماكن المقدسة في حرب، ولا غنِمتها في غزوةٍ، أو فتحٍ من الفتوحات الإسلامية حتى تمنع عنها المسلمين الذين لا تتوافق سياسة دُوَلهم مع سياساتها !!
• إنَّ محبتنا وإحترامنا للسعودية تُمليان علينا أن نقول لها الحقَّ المُر، والنصيحةَ الصادحة..إننا نتفهم معنى أن تتخذ دولةٌ معينة ما يلزم من إجراءات لحماية مصالحها، ولطالما رأينا تلك الدول تقول إنها لا تستهدف بتلك الإجراءات شعوب تلك الدول المعاقَبة وإنما تستهدف أنظمتها فقط، فما بال السعودية تفعلُ العكس؟! إنَّ هؤلاء المسلمين من مواطني تلك الدولة المعنية لربما كانوا على غير وفاقٍ مع سياسة دولتهم في شأنٍ ما، فلا يجب أبداً أن تكون (سياسة الدول) سبباً في منع مسلمي تلك الدول من التمتع بإقامة شعائرهم الدينية مهما كان، وأينما كانت.. وإلا فالواجب أن تمنع السعودية حُجاج (إسرائيل) من دخول أراضيها، فإسرائيل هي عدو الإسلام والمسلمين الأول، وبلا مواراة..وهل مُنِع حجاجُ الدول (الشيوعية الكافرة) من أداء تلك الشعائر في الأراضي السعودية؟!
إننا نعلمُ علم اليقين أن أمريكا مثلاً، لا تمنع مسلمي أفغانستان، ولا مواطني كوريا الشمالية، أو الصين من إقامة شعائرهم الكاملة، وبحرية، في أراضيها على الرغم من أنَّ سياسات دوَلهم غير متوافقة مع سياسات أمريكا!!!
• إنَّ الحق قديم، وهو أحقُّ أن يُتبع، والرجوع إليه خيرٌ من البقاء على ما سواه، مهما وافق الميول والهوى..
وعلى الله قصد السبيل..