الرياض- التحرير – منصور الصويم:
الخليل (يمين) العبادي (يسار)
شكك الباحث والكاتب السوداني المقيم بهولندا محمد جمال الدين، في أصالة أشعار أغنيات “الحقيبة السودانية”، وذلك في سلسلة مقالات نشرها على حسابه الشخصي في “فسيبوك”، أشار خلالها إلى أن أغاني “الحقيبة”، من الراجح جدا أنها مسروقة عن أشعار الزجل الأندلسي.
وقال جمال الدين لـ “التحرير”، أن المصادفة وحدها زجته في الموضوع أثناء بحثه في سؤال “تاريخ وكيفية سيادة اللغة العربية في الوسط النيلي” في إطار حلقات تلفزيونية يسجلها عن سكان السودان، حيث وجد نفسه بغتة في الأندلس في القرن الثالث عشر الميلادي.
وأضاف: “فدهشت دهشة عظيمة، صاعقة، إذ وجدت أغاني الحقيبة السودانية بشحمها ولحمها تغنى في ليالي المرح والفرح والجلسات الأندلسية، فانتشيت منتهى النشوة مع الندامى على شاطي النهر ، وعلى النجيلة جلسنا وشربنا الراح، وتسامرنا حتى أنصاف الليالي مع النساء الملاح. فأنشد أحدهم من قبلي يشيد ببهاء خليلتي الجميلة:
انت ه سلطان زمانك والملاَّح اجمع عبيدك – كل من يراك يحبك كل من يراك يريدك ( ابن قزمان القرطبي).
—
قُلْ لي يا لحـظَ الغَـزالْ آدَمِــيْ أنــتْ اَو مَـلَــكْ
قُلْ لـي يـا بَـدْرَ المُنيـرْ آهْ يـــا فـتـنـةْ لـلـبَـشَـرْ
يــا غَـزالـي يــا أمـيـرْ يــا مُزَعـبَـلْ يــا قَـمَــرْ
رِيتْ اخْدودَكْ يُشرِقـوا بالـلُـجـيـنِ والــذَّهَـــبْ
والـعـيــون اِيـحَـمّـقـوا مَـــن رآهُـــم يَنْـتـشِـبْ
والـحُـوَيْـجِـبْ لـلـقِـتـالْ هُمَ اسْبابي في الهَلاكْ
قُل لي يا لحـظَ الغـزالْ آدمـي أنــتْ اَو مَــلاكْ
—
امشي يا رسولْ للحَبيبْ .. بحقِّ العهودْ و المـُنى
وقلْ لـَهُ طالَ المَغيـــبْ .. وحالَ البعادْ بينـَنـــــا
وندعُو السميعَ المجيبْ .. يجمعْ عن قريبْ شملـَنا
وقال جمال الدين إن “هناك آلاف النماذج التي تطابق حرفياً أشعار الحقيبة، وسأقوم بدراسة أتحقق من خلالها من مزاعمي المتضمنة في هذه الفرضية التي أعرف أن فكرتها مرهقة وجدلية وربما مخيفة للبعض منا”!.
وبيّن أن المادة الأولية التي توافرت له “مقارنة بالحقيبة” “ربما خرجنا بنتيجة مدهشة/مرعبة للبعض ذلك أن كثيراً من أشعار الحقيبة مستلفة/مسروقة بتصرف أو مباشرة من أغاني الزجل الاندلسي”.. و”قد عرضت على عدد من الناس أشعار حقيبة واشعار زجلية فلم يستطع كثير من الناس التمييز بينهما”.
وأشار الباحث جمال الدين إلى أن الكلمات المفتاحية نفسها (الراح والغزلان والرشا والكحيل والثغر والغصن الرطيب والقوام الممشوق والملاحة واللحاظ فتاكة والحواجب تقول هلال والخصر الأهيف وعيون المها وعلى شط النهر وعلى النجيلة جلسنا والرمان وإلخ) نفس الصناعة والإصطناع والأوزان الشعرية. الخلط نفس بين الدارجة والفصحى. الهدف نفسه: شعر للغناء و”القعدات”. و ذات المواضيع: الغزل ووصف المرأة والطبيعة، والمدهش أن هناك أبياتاً شعرية كثيرة وربما قصائد كاملة متطابقة في الكلمات والمعاني والأوزان، والعجيب أن الأخيلة هي ذاتها لا شيء جديد.. وهذا أخطر شيء.. أهم شيء .. الأخيلة أي الصور الشعرية هي ذاتها. إذن ما الجديد!.. ماهي دواعي فخرنا بالحقيبة إن ثبتت كل أو بعض هذه المزاعم؟
“التحرير” ستنشر قريبا حواراً كاملاً مع الباحث مع محمد جمال الدين يغطي جميع جوانب القضية التي أثارها حول أغنيات الحقيبة ومدى أصالة أشعارها، وهل هي مسروقة حقاً من الزجل الأندلسي.