الحالة التي عليها الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية بعد زوال حكم الإنقاذ، وكل ما يقدم خدمة للجمهور لا يخفى على الجميع معرفتها، وكمثال حالة الهيئة العامة للكهرباء التي وضح وظهر ان مخازنها خالية تماما من قطع الغيار او الادوات والمواد التي يحتاج إليها المهندسون والفنيون والعمال لتحقيق متطلبات القيام بعملهم، وهذا اخل بالكيفية التي يؤدون بها واجباتهم العملية، إضافة الى المشكلات والمعوقات الاخرى التي تواجه المنسوبين من تأخر صرف رواتب او مخصصات أو ضعف ميزانية الجهة نفسها او عدم توفرها .. هذا مثال من كثير مما يوجه من يتسنمون او يستلمون إدارة تلك الجهات الحكومية..
ولما يواجه الحكومة المدنية بكافة إدارييها من مسؤوليات جسيمة ووضع في غاية الصعوبة وسوف توجه لهم الانتقادات وتهم التنقيص والاخفاق والفشل خاصة من اعداء الثورة، او الذين لهم اجندات لافشال خطط ونجاحات هؤلاء المسؤولين والحكومة المدنية، فالواجب والحذر الشديد من إتاحة الفرص لهم اولاً بمحاولة وضع الخطط السليمة بواسطة خبراء في كل مجال لدراسة احوال الجهة الحكومية، ثم ضرورة تمليك الجمهور او الشعب بوسائل الاعلام والصحف وغيرهما وبأمانة ومصداقية الحالة التي كانت عليها حالة وزارة الوزير او هيئة المدير او مسؤول المؤسسة قبل بداية استلامه لإدارتها، وذلك لتبرئة ساحته كمؤتمن على مسؤولية وطنية، وثانيا وهو المهم ان ذلك يظهر ويوضح حجم ما يقدمه وقدمه من عمل او فشله بعد توليه للمسؤولية … ومثل ذلك يوجد ويوفر ثقافة وثقة في المسؤولين ومعرفة للشعب لمتابعة وتقييم ما يقدم له من عمل وخدمات وتقييم جهد المسؤوليين… وبالتالي يفوت الفرصة على اصحاب الاجندة الخبيثة..
ومثل هذا الامر المهم والمفصلي من التوجيه والتقييم والمراقبة التي تكشف مدى مصداقية المسؤولين ونزاهتهم وجديتهم في العمل او اخفاقهم ينبغي على قوى الحرية والتغيير وضعها نصب اعينهم وتكليف لجان رقابة تباشر هذه المهمة لتكون هي الموجه والناقد للحكومة والجهات الاخرى قبل تدخل المتطفلين واصحاب النقد من اجل التفشيل والتقليل من نجاح الآخرين دون وجه حق…
وللنزاهة وحسن الخاتمة يمكن عمل حساب سري في البنوك وإعلان ذلك بالوسائل الاعلامية لابراء الذمة المالية – يستهدف المقصرين – لعل الله يهديهم- من موظفي الحكم السابق الذين اخذوا اموالا بغير وجه حق لعل ذلك يكون منجيا لهم من عذاب الله ودعاء المظلمين من الشعب السوداني … وربما يكون ذلك فاعلا ومفيدا لمن وقع في ذلك مستقبلا…
عزالدين الجعلي …الرياض…