نداء لشباب السودان بغرس تريليون شجرة من أجل “السودان الأخضر”
“السياسي” و”الدستوري” بداية الطريق لسودان الديمقراطية والسلام
المجلس القيادي للحرية والتغيير هو صاحب القرار في كافة التكوينات
على الحركة الإخوانية المراجعة والاعتراف بما ارتكبته من أخطاء
السلام أولوية للفترة الانتقالية والمؤتمر الجامع للسلام ضرورة
ناشد رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار الصادق المهدي في خطبة عيد الأضحى المبارك بمسجد الهجرة في ودنوباوي اليوم (11 أغسطس 2019م) “كل الذين هاجروا فراراً من بطش واستبداد أذاق شعبنا الأمرين بالعودة، خاصة أهلنا الأقباط واليهود ومن المناطق المهمشة، فالسودان الآن يسع الجميع. ونوجه نداء عاماً لأبناء الوطن وخبراته المهاجرة للمشاركة في البناء في المرحلة الجديدة”.
وقال: “على
القوى الوطنية المدنية والقوات المسلحة كما يمثلها المجلس العسكري إمضاء العزم
لإنجاح الشراكة الانتقالية والتحول الديمقراطي عبر انتخابات عامة حرة تجري بأسرع
ما يمكن بعد إبرام السلام، وتفكيك التمكين، وتحقيق كافة شروط النزاهة والحرية
للانتخابات، فاستلام الشعب للسلطة لا يتم عبر مفاوضات بل عبر انتخابات المفاوضات
وسيلة إليها”.
ووجه نداءً “لشبابنا
بنين وبنات، قدموا للبلاد هدية بالتخطيط لغرس تريليون شجرة في السودان لتخضيره،
وقوموا بتعبئة طوعية لنظافة المدن السودانية. ونحن على اتصال بجهات مستعدة لدعم
مشروع السودان الأخضر”.
وقال المهدي:
“قد استنهضت الثورة المباركة شعبنا لا سيما النساء والشباب، وشارك فيها
بحماسة السودانيون بلا حدود المقيمين خارج الوطن. وعبرنا نحو مرحلة جديدة عبر عنها
الاتفاق على الإعلانين السياسي والدستوري، تشكل بداية الطريق نحو بناء سودان الحرية
والديمقراطية والعدالة والسلام”.
وأكد “أهمية
التحقيق المستقل العادل لكشف حقيقة ما حدث، والقصاص من الجناة”؛ مشيراً إلى أن “الواجب أن يسند لجهة اختصاص بيان كل
الأحداث الظالمة التي لحقت بالبلاد منذ استقلالها. لقد ارتكبت جرائم حرب أثناء
الحروب التي وقعت في البلاد، وهنالك جرائم بطش ارتكبها طغاة اليسار أثناء ولايتهم
في النظام المايوي، وجرائم بطش ارتكبها اليمين الإسلاموي في العهد المباد، جرائم تتطلب
بيان الحقائق وإنصاف الضحايا”.
وقال المهدي:
“إن الإعلان الدستوري المتفق عليه يؤسس لخطوة إلى الأمام نقدر دور من شاركنا
فيها، ونشجب دور المعوقين، ونشيد بوساطة أشقائنا محمد الحسن ولد لباد، ومحمود درير
جزاهما الله خيراً”، مؤكداً أنه “كان للاتحاد الأفريقي ولرئيس وزراء
أثيوبيا دوراً مقدراً في الوساطة المثمرة، كما كان للوساطات الوطنية دوراً
إيجابياً”، وأوضح أن “المرحلة الانتقالية مرحلة شراكة بيننا في قوى
الحرية والتغيير وبين المجلس العسكري”، وقال: “قد اقترحنا ميثاق شرف
كأساس أخلاقي لهذه الشراكة الضرورية.”
وشدد المهدي على أن “المجلس القيادي للحرية والتغيير هو صاحب القرار في كافة التكوينات المزمعة، من مجلس سيادي ومجلس تنفيذي وغيرها من مطالب الاتفاق التاريخي”، وقال: “نعتبر أية تصريحات أو ترشيحات خارج نطاق المجلس القيادي باطلة بل جالبة للبلبلة والفوضى”.
وقال المهدي: “كل الحركات المسلحة في السودان انطلقت في وجه النظم الدكتاتورية في 1963م، وفي 1982م، وفي 2003م، وفي 2011م”، وأكد أن “السلام العادل الشامل أولوية للفترة الانتقالية،”، مطالباً بأن “تكون الحكومة المدنية مفوضية السلام للتحضير للمؤتمر الجامع للسلام”.
وبدأ المهدي خطبته بالمباركة، فقال: ” أبارك لكم حزمة من البركات: موسم الحج،
وعيد الأضحى، وعيد العبور الوطني”.
وذكر أن أمتنا ظلمت
نفسها “بموجب ثالوث مقيت هو الجمود الفقهي، والركود الفكري، والركون
للاستبداد”.
وحذر المهدي من
أن “الحروب التي تشتعل في منطقتنا كما في اليمن، والتوتر بين الأشقاء في
الخليج، والاقتتال في سوريا وليبيا، والإعداد لمواجهة دامية بين أهل السنة
والشيعة؛ تفتح أبواب مضرة لكافة أطرافها ولا بد من احتوائها”.
وتناول عدداً ن
العوامل التي توجب على العقلاء العمل على بسط الزملاء، ومنها امتلاك الدول إمكانات
الدمار النووي الشامل، والاحتباس الحراري وتهديداته، والغلو والإرهاب، والانفجار السكاني،
والهجرات غير القانونية لحيث الأمن والرخاء، وقضايا الاتجار بالبشر، وقضية المياه
الدولية والنزاعات المتعلقة بحروب المياه.
هذه العوامل
تتطلب حوكمة واعية بعيدة النظر في العالم، وإلا فالكل سوف يدفع الثمن. لقد تناولت
اجتهاداتنا اقتراح حلول لهذه القضايا. حلول نرجو أن يتبناها السودان الحر.ِ
واشتملت خطبة
المهدي على فذلكة تاريخية أوضحت ما تميز به السودانيون على مدى التاريخ، مشيراً
إلى “أن مؤرخ الصقلي اليوناني ديودورس: يجمع المؤرخون أن السودانيين هم أول
الخليقة من البشر، وأول من عبد الله وقرب القرابين، وأول من خط بالقلم”.
وقال إمام
الأنصار: “كانت كوش وعاصمتها كرمة، ثم مروي، مؤسسة لأطول حضارة عمران بلغ ألف
عام من القرن السادس قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي.
بعد ذلك تنصر
السودانيون سلمياً، وأقاموا ثلاث ممالك منيعة استعصت على الفاتحين. ثم أسلم
السودانيون سلمياً وأٌقاموا ممالك مستقلة إلى أن تعرضت البلاد للغزو”.
وأضاف: “قاوم
السودانيون الغزاة في أروع ثورة تحرير في القرن التاسع عشر، ثورة وصفها مؤرخ منصف
هو عبد الودود شلبي بأنها جسدت تطلعات أهل القبلة في زمانها”.
وبعد أن تناول
معركة السودانيين ضد الطغاة والحكومات العسكرية المستبدة، طالب المهدي ” الحركة ذات المرجعية الأخوانية
الاعتراف بخطيئة الانقلاب، وبمساوئ النظام الإقصائي الذي أقاموه، والتخلي عن شعار
الحاكمية الذي تقلدوا به، وإجراء مراجعات كما فعل أمثالهم في تركيا وفي تونس وفي
المغرب، والاستعداد لقبول الآخر حقاً وصدقاً، والتسليم بالاحتكام للشعب في ظل حقوق
المواطنة والتعددية، والاعتراف بالجرائم والانتهاكات التي حدثت خلال حكمهم مدخلاً
للتعافي والتصافي”.
وأكد المهدي أن
“معركة القوى الوطنية الديمقراطية في مرحلة البناء الحالية توجب التمسك
بالبرنامج الوطني وحمايته من غلاة اليمين واليسار الذين ما زالت تشدهم أشواق
الشمولية عبر مسلحين ليكرروا إذا نجحوا لأنفسهم نفس المصير القديم (وَلَا يَحِيقُ
الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)”.