للأسف ازدادت الهجمة المسمومة على قوى الحرية والتغيير حتى من بعض الذين يدعون أنهم من الحريصين على إنجاح الثورة الشعبية، حيث تصاعد الهجوم على حزب الأمة القومي وعلى الإمام الصادق المهدي رئيس تحالف نداء السودان أكبر فصيل في قوى الحرية والتغيير، ولم يسلم شباب الثورة الذين قادوا بصبر وحكمة وعزم المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي ومع ” الجبهة الثورية” والحركات المسلحة الأخرى.
حدث هذا بعد توقيع الاتفاق على الإعلان السياسي والوثيقة الدستورية بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، كأنه مخطط مدبر لعرقلة استكمال خطوات قيام الحكم المدني الديمقراطي وبناء مؤسسات الفترة الانتقالية لمواجهة التحديات الأصعب الأكثر حاجة لتضافر الجهود وتجاوز الخلافات الحزبية والمناطقية في هذه المرحلة.
للأسف أيضاً استمرت الجبهة الشعبية التي هي جزء من تحالف نداء السودان داخل قوى الحرية والتغيير في جرجرة مشاورات لا معنى لها بعد أديس اببا في القاهرة ومنها إلى جوبا بدلاً من العودة إلى الداخل لدفع الجهود المبذولة لقيام الحكم المدني الديمقراطي.
إن محاولة فصل قضية السلام عن قضية التحول الديمقراطي غير منطقية – إن لم نقل مغرضة – خاصة وأن هناك اتفاقاً مسبقاً وسط قوى الحرية والتغيير على وضع قضية السلام في مقدمة أولويات الحكم في الفترة الانتقالية اللهم إلا إذا كانوا يبحثون بالفعل عن مناصب وأوضاع ذاتية أو الحفاظ على المساعدات الخارجية التي يخشون فقدها.
ليس هذا فحسب، بل هناك تحديات جديدة خلفتها الأمطار والسيول التي اجتاحت السودان وتسببت في أضرار بالغة للمواطنين ومساكنهم خاصة في الأحياء الطرفية والعشوائية وحتى داخل الخرطوم، إضافة إلى تفاقم الازمة الاقتصادية وآثارها المأساوية على حياة المواطنين، وكل هذه التحديات وغيرها تتطلب الإسراع باستكمال خطوات الانفاق ونقل السلطة للحكم المدني الديمقراطي بذات الحس الوطني العالي الذي جسدته جماهير الشعب الثورية التي تنادت من كل أصقاع السودان لإنجازها دون اهتمام بمكاسب حزبية او مناطقية.
يبقى الأهم في هذه المرحلة هو تعزيز وحدة قوى الثورة بمختلف مكوناتها وإعلاء الهم السوداني فوق المصالح السياسية والعسكرية والمناطقية لدفع استحقاقات الحكم المدني الديمقراطي بعيداً عن كل أنواع المزايدة والمراوغة التي تفتح الطريق أمام أعداء ثورة الحرية والتغيير الديمراطي والسلام والعدالة الذين مازالوا يستغلون كل ثغرة أو غفلة دون اعتبار- كعهدهم دائماً – لمصلحة السودان والسودانيين.