خرج علينا على الحاج في مخاطبة ايام عيد الأضحى المبارك، تكفى بينة كاملة الأركان لايداعه السجن رهن التحقيق، وتعدّ اعترافاً صريحاً بالمسؤولية الكاملة عن الانقلاب على النظام الديمقراطى.
وعلى الحاج كذاب أشر؛ لأنه يحاول ان يصنع المبررات لفعلتهم القبيحة، التى انتهت إلى أسوأ نظام حكم عرفته الإنسانية، وهو مازال بتمشدق، ويتضاحك في انفناسة ظاهرة لا يخجل عليها كما كان يفعل شيخه، ويؤكد أنهم غير نادمين على ما فعلوا بانقلابهم على الديمقراطية، وبالتالي على التجربة التي انتهت الي أسوأ نظام حكم في التاريخ الإنساني، وهذه ايضا تكفى دليلاً على الجرم الذي خرج عليه أهل السودان.
وانا أقول لعلي الحاج الذي مازال لا يختشي ولا يخجل من تجربته بعد كل سوئها المعلوم. أقول له لا تكذب، والله انتم انقلبتم على كل الشعب السوداني وعلى دولة السودان الموروث، وعلى نظامها، ومؤسساتها، وعلي كل قيم أهل السودان، ولم تنقلبوا على جيش كما تدعي.
وأتيتم بأسوأ نظام وأسوأ اداء عام، وارتكبتم كل الجرائم واستخدمتم أسوأ وسائل القمع والقتل والتعذيب بحق أبناء وبنات السودان بلا جريرة او مبرر، بل كنتم تركبون الجرائم بتلذذ واستهتار، ولم يسلم من جرائمكم احد من الشعب السودانى.
واستغليتم سلطة ودولة الشعب السوداني أسوأ استغلال، واحتكرتم كل الموارد لأنفسكم وحدكم ولأصدقائكم من إخوان الشيطان في غزة وغير غزة، وحرمتم منها أهلها الأحق بها من السودانيين. أنتم حقيقة لم تحكموا الدولة السودانية، لكنكم احتليتم الدولة والشعب، وحكمتم الشعب السوداني كأنكم أعداء له وليس رعاة لشؤونه.
ان ما نطق به واعترف به على الحاج على الملأ يكفي بينة لفتح بلاغات في كل كوادر الجبهة الإسلامية الذين شاركوا في الانقلاب، وبالتالي إيداعهم السجون ريثما يتم التحقيق معهم وجمع الدلائل على جرائمهم اللاحقة للانقلاب، ومحاكمتهم محاكمات عادلة يتم فيها الاقتصاص العادل لحق الوطن وحقوق كل فرد من الشعب..
هؤلاء ليس سياسيتين أو أهل مشاريع سياسية او فكرية وانما فسدة ومجرمين، ولا علاقة لهم باي دين من الاديان او تربطهم اي علاقة بالقيم السودانية الأصيلة. ولا يمكن أن يستقيم امر الوطن، وامثال هؤلاء الكذابين والمجرمين وبعد كل الذي فعلوه بالسودان، ان يتاح لهم المجال ليمشوا بين الناس، ويتحدثون، ويمارسون انشطتهم الهامة بعد كل الذي فعلوه بالسودان وأهل السودان..
يقول على الحاج الكذاب: “إن الصادق المهدي كان متردداً”.. وانا اسأل: متردداً في ماذا؟ الذي نعلمه أن الصادق رئيس الوزراء آنذاك، جاءه ممثلون لضباط الجيش السوداني ورفعوا له مذكرة وقع عليها كل الضباط بالجيش من رتبة مقدم فما فوق وبالإجماع. وقالوا له ان معلوماتهم تؤكد أن الجبهة الإسلامية تخطط لانقلاب، وأنها تشوش على عملهم بالجيش وتكشف ظهرهم، وتذيع خططهم العسكرية، وتخلق باعلامها أجواءً سالبة وسط الجماهير، والوطن في حالة حرب مع التمرد؛ ولذلك طالبوا بعزل الجبهة الاسلامية وإخراجها من الحكومة.
وكانوا على حق، وكلنا شهود على ذلك. ولو كانت من غلطة للصادق المهدي، فإنه لم يسمع كلام هؤلاء الضباط الوطنيين الصادقين، ولم يودع قادة الجبهة الإسلامية المجرمين السجون، بتلك الجريمة التى تمثل خيانة عظمي. ولو أن السيد الصادق فعل ما طلبه منه الجيش، لكفي الوطن واهل السودان شرهم.
أرى من الأنسب إصدار قرار الآن من رأس الدولة يتم بموجبه حرمان كل الذين شاركوا في انقلاب الجبهة الإسلامية في 1989م من ممارسة العمل السياسي وللابد؛ لأنهم ارتكبوا جريمة أدت إلى أسوأ تجربة في الحكم، وتم فيها ممارسة كل أشكال الجرائم العامة والجرائم الإنسانية بحق أهل السودان في المركز وفي الهامش، وتم فيها أسوأ استغلال وإهدار لموارد الدولة السودانية، وحدث فيها تدمير متعمد لكل مؤسسات الدولة، وحرمان لأهل السودان من غير المنتمين للجبهة الإسلامية، من التوظيف ومن المشاركة في تسيير شؤون وطنهم. وتم فيها حرمان أهل السودان من التمتع بالحياة الكريمة في وطنهم، مما أدى لإلى روبهم مضطرين بالملايين الي خارج حدود وطنهم.
هذه وغيرها من الجرائم، كافية لحرمان هؤلاء الادعياء من ممارسة العمل السياسي في السودان، خاصة بعد أن قرر الشعب السوداني وصوت على اسقاطهم بالدماء والارواح والجروح جسيمة، ونفذ اسقاط هم في ثورة غير مسبوقة في التاريخ الانساني امتدت لستة أشهر ومازالت مستمرة.
الكيزان وحدهم يتحملون أسباب حرمانهم من العمل السياسي وليس في ذلك اي حرج. فالبادئ أظلم، وعلى نفسها جنت براقش. وهو أمر مطلوب من أجل حماية مستقبل الوطن والسلامة النظام الديمقراطى الوليد.
ويقول على الحاج بلا تردد او خوف او خجل انهم قاموا بالانقلاب استباقاً لانقلاب آخر كان يخطط له الجيش، وهذا كذب، ولكنه حتى لو صدق وهو كاذب، فإن ذلك لا يبرر الانقلاب على النظام الديمقراطى، خصوصاً من حزب كان جزءاً من كل مؤسسات النظام الديمقراطى آنذاك. وقد ذكر الترابي في برنامج شاهد على العصر بقناة الجزيرة، إنهم كانوا يخططون لانقلاب منذ أمد بعيد، وكانوا يستغلون مواقعهم بالدولة لتنفيذ ذلك الانقلاب.