تمكن الشعب السودانى بعد ثورته المجيدة فى ديسمبر الماضى من الإطاحة بنظام أيدولوجى اختطف الدولة، ثم ها هو ينجح فى الانتقال من مسار الثورة إلى طريق الدولة المدنية بمرحلة انتقالية، تمتد 39 شهرا.
وسيحدد تعامل السودانيين مع تفاصيل المرحلة الانتقالية بشكل كبير ملامح الدولة المدنية التى ستولد أواخر عام 2022.وهنا يجب الإشارة إلى المخاطر الجمة التى تكتنف هذه السنوات الثلاث، ولعل أكبر التحديات هو قدرة القائمين على المرحلة الانتقالية على إشراك الحركات المسلحة فى السودان فى العملية السياسية لتنتهى حقبة الاحتراب والصراعات المريرة فى السودان، وتقع مسئولية إنجاح ذلك على كلا الطرفين، اللذين يجب أن يدركا أن السودان الجديد هو سودان تبنيه سواعد كل السودانيين، ومخطىء من يعتقد أنه يملك رسم مستقبل السودان بمفرده، فمستقبل السودان ستخطه إسهامات كل السودانيين دون إقصاء أو تهميش.
وثانى التحديات هى الطريقة التى ستعالج بها المشكلات الكثيرة التى ستظهر بالتأكيد خلال السنوات الثلاث القادمة، والسياسة هى فن الممكن وليس الخيارات المستحيلة، والدولة المدنية ليست منتجا مكتملا على الرف فى المتاجر، إنما هى عملية بناء مستمر، وفى بلادنا يتم بناؤها مرحلة بعد مرحلة، وجدارا بعد جدار، وهذا هو ما حدث فى كل التجارب الناجحة فى العالم.
أما التحدى الثالث فهو التحدى الاقتصادى الذى سيعتمد على مدة قدرة المرحلة الانتقالية على استعادة المال السودانى المنهوب الذى يقدر بالمليارات، وأيضا إعادة هيكلة الاقتصاد السودانى للاستفادة من موارده الهائلة، وجذب الاستثمارات.
كلنا يقين أن إرادة الشعب السودانى البطل التى طوت صفحة النظام البائد وعصمت السودان من الفوضى قادرة على تجاوز هذه التحديات.
*نائبة رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية