**
يا ليل ابقالي شاهد**
..التوقيع:
لا يزال صوتك الفرح..
*** هروباً من إيقاع السياسة اللاهثة أرتمي في فسحة اتكاءة برهق على
صفحات قديمة من دفاتري المنسية..
**
الورقة
الاولي:
مأساة مركب ود حامد
*
سفينة
نوح عليه السلام رست في جبل الجودي.. ولكن للمشيئة في ظهيرة موسم دميرة (مسوري) في
يوم من أيام الله من عام (1965م) لم يعد مركب الريس محمد ود حامد للرسو في مربطه
في مشرعه تحت جروف ساقية شيخ البلد الوقور (عبدون سيد أحمد) في عدو بجزيرة صاي.
*
فاجعة مركب الريس ود حامد الذي خذل خبرة ربانه الطويلة، وجنح
وارتطم بجزيرة صخرية ناتئة على بعد 30 متراً من الشاطئ لا تفارقني من طفولتي
البعيدة.. كان الريح حرونا وكانت تيارات الدميرة تسرع لاهثة في رحلتها السرمدية
للشمال.. وكان على امتداد ضفتي النهر عويل وبكاء وصراخ نساء واطفال لا حول ولا قوة
لهم، يبتهلون بالدعاء إلى الله لإنقاذ ذويهم.
*
مركب
الريس ود حامد بمن عليه من نساء القرية، ورهط من الرجال ارتطم بجزيرة صخرية، وبلطف
الله توسد صخرة كبيرة، وقد مال على أحد جانبيه ويا للهول!! فأقرب نجده للإنقاذ
(مراكب) يستغرق وصولها من قريتي (كويكه أو دبشه) على بعد (٦) كم من موقع الكارثة
تستغرق ساعة من الزمن على أقل تقدير، في وقت كان للثانية حسابها الفاصل بين الموت
والحياة للعالقين في الجزيرة الصخرية
..
*ومشاهد
مفجعه تترى من موقع الحادث.. ألواح حطام المركب بدأت تميل رويداً رويداً، وتلامس
صفح الماء.. والركاب في صراع مرير مع الامواج يتشبثون بالحبال والسارية وبعض الألواح..
وبؤر دوامات المياه بين الفينة والأخرى تجرف اشياء لا نستبينها من البعد،
وتتقاذفها الأمواج وتمضي بعيداً حتى تتلاشى في انحناء مدى الرؤية.
*يا
الهي! أكثر من اربعين من نساء وأطفال القرية وثلاثة عشر من رجالها كانوا يصارعون
في معركة البقاء مع النهر، على بعد مسافة 30 متر من الشاطئ في وقت كانت امواج
وتيارات الدميرة في ذروة عنفوانها واندفاعها.
*
رغم تساقط السنين من ذلك الحادث المشؤوم ما زالت مشاهد تلك
الفاجعة ترسم خطوطها العنكبوتية في مسارب عقلي الواعي والباطن..
* مال حطام المركب بالمتشبثين بها أكثر واكثر إلى المياه..
يا للهول فقد أحدق الخطر!! أذكر سبحت للبر بعض اللائي بحلاوة الروح أذكر منهن
قريباتي (الحاجه بابه سيدى ونفيسه ايه ونفيسه احميدى) ولكن كانت اغلبية النساء
باقيات متشبثات بألواح حطام المركب ينتظرن فرج الله وكان خيط رهيف يفصل ما بين
الموت المحدق وأمل النجاة.
**
نواصل…
** الصفحة الثانية:
*
غفوة حالمة كانت في زمن قهوة العشاق في منارة منتدى
صاي حول فنجان قهوة وصرخت منتشياً أهلاً بالإدمان .. وتساءلت بانبهار عن السحر
الذي تمزجه الصبية في قهوتي؟ فأنا أدمنت ارتشاف فناجين قهوتها برغوة أنفاسها
اللاهبة.. وأدمنت أكثر ضحكاتها المبتسرة الفاخرة الخجولة.. وـدمنت اكثر واكثر نغيم
فاهها الطروب ..
*قلت
لها: وحدك أيتها الجميلة من تجيدين العزف على أوتار وجداني المشدودة لهفة فتوقعين
بأناملك السحرية أنغاماً أعذب من أنغام مزامير داود فينداح الفرح الطفولي، ويقيم أعراساً
في عمقي العاشر .
*
تنهشني
الغيرة ايتها النادلة الجميلة، فهنا حول مقهاك يتداعى أصحاب الكيف والمزاج ثملى،
وبالخرم يتلعثمون وتصطف الرغبة النزقة حول سيدة أحلى قهوة فأنا أخشى عليك من جحيم
نيران أنفاسهم اللاهبة.
*
أدمنت
الغفوة الحالمة في خدر فنجان قهوتي فدعيني أصيح وأصيح في خدر نشوة غفوتي (سوي
الجبنة يا بنية..الجبنة التسويها حالف مابهليها…بي شمالو فنجان جبنة بي شمالو..
بي شمالو يسوي الدنيا بي هالو) كبي الجبنة يا بنيه وأهلاً بالإدمان …
***
من عناقيد الكلام:
**
قدرٌ
بأن نمضِي مع الأيامِ أغرابًا نُطارد حلمنا ويضيع منا العمرُ يا عمري ونحن على
سفرٍ.
فاروق جويدة
**
أحبك
أنثى لأن الحضارة أنثى والشمس في عليائها أنثى وسنابل القمح أنثى.. وباريس أنثى..
وبيروت رغم الجراحات أنثى..
نزار قباتي
***
رجفة قلم:
*لو
هز نخلك باشبزق ما فارق التمر السبيط.. وما ساور الطورية شك إن الأرض أنثى وبتحمل
بالحلال.
عاطف خيري