(تسقط بس..) كان شعاراً موجعاً للسلطة وانصارها. مجرد التفكير في السقوط ظل كابوساً يؤرقهم ..كان عليهم اذا تحقق الشعار استبدال الذي هو أعلى (السلطة) بالذي هو أدنى (المواطنة العادية).
تسقط بس مثل زلزالاً داخلياً وأصبح اول معاول الهدم المعنوي لتفكيك السلطة من داخل كل انتهازي. وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون: ثم ماذا بعد السقوط؟؟..
يرد الشعب: تسقط بس..!!
الشعب لن يثور على الإنقاذ لأنه لا بديل للنظام. أين البديل؟ الصادق المهدي ام الميرغني؟… أين البديل…؟.. أو كما ظلوا يرددون.
هناك مظاهرات عارمة في الولايات وأحياء العاصمة؟ .. ياتيك الرد من الكوز:
الشيوعيون قلة ولن ينصاع لهم هذا الشعب المسلم.
الحق ياخينا مدن السودان تنتقض والأدخنة تتصاعد من وسط الأحياء.
يصرخ الكوز: انت فاكر ممكن يسقط عمر أو ينالوا منا بحرق اللساتك؟.. يعلو هتاف:
اي كوز ندوسو دوس ..ما بنخاف..
تنتفخ اوداج الغضب عند حسين خوجلي (هو كمان استلم مظروف من المظاريف لكن من دول الكفر) اكثر مجترا من الذاكرة واحدة من عباراتهم القديمة (الزارعنا غير الله يقلعنا)..
ديل مجرد شيوعيين لا يمثلون ٣ بالمائة من الشعب نحن الأغلبية الوطنية الكاسحة نمثل ٩٧ بالمائة من الشعب السودان.
مجرد كلام يصدقه فقط المؤلفة قلوبهم مع الانقاذ مثل حسن اسماعيل الذي أقسم باغلظ الايمان أن الثوار حول القيادة العامة في السادس من ابريل لا يزيدون عن ٦ آلاف..!!
(وحدث ما حدث)..!!
تصرخ ماري انطوانيت ما كل هذا الضجيج في الشوارع. يأتيها الجواب أنه ضجيج الشعب . تتساءل الأرستقراطية المنعمة:
يعني ايه شعب؟؟
يجيبها لويس السادس عشر: انا الشعب والشعب انا. يقولها متحسسا جيبه.
كلما علا هتاف الشارع تحسس الكيزان الشيكات التي تسعى في جيوبهم، وكذلك مبانيهم الشاهقة وظائفهم وحساباتهم المصرفية المتعددة…
ينقبض صدر حسين وثلة المنتفعين من التمكين: مش ممكن حفنة من الشباب يهدموا عرق السنين ومكاسب التمكين.. مملكتنا وقلاعنا الاقتصادية. حتى قنواتنا الفضائية التي ترسم صورتنا زاهية في ذهن الشعب.
أموالنا المتدفقة التي تقدمنا نحن رجال بر واحسان للناس. لن نفرط في صورة الشيخ الورع كنزنا الازلي .. انه كابوس مفزع لا يصدق..
لا لا لن تسقط راية المشروع ..
يرتفع الهتاف: تسقط بس
تنهمر السيولة البشرية الغاضبة تملأ الشوارع . وعين السلطة وأعوانها لا ترى والاذن لا تسمع ولسانهم الإعلام بأبى أن يتكلم..
رويدا رويدا يعترف صاحب المشروع بحقيقة الثورة ثم في محاولة يائسة يطل من النافذة:
الا تخافون الله وتستبدلون شرعه بالشيوعية والعلمانية؟.. يتحسس الشيخ جيبه وملايين الدولارات التي اعتاد على قبضها في كل عام من الامام الاكبر.
يعلو هتاف اي كوز ندوسو دوس
تغلق مضخات المظاريف والأموال ويقترب الحساب والسؤال: من اين لك هذا.
سؤال من صميم الشريعة لا يعجب شيخنا وأتباعه
الثورة تتمدد والقلق في دواخل اللصوص يتمدد..وما زال البعض يكابر…لكن:
لقد ازفت الآزفة ليس لوقعتها كاذبة خافضة لكم رافعة لاحلام الشعب إلى عنان السماء..
اذن علينا وعلى أعدائنا…يستقيظ سيد القصر العشوائي من نومه.. ينتفض من سريره الاثير قابض الشيكات الحاضرة واخرى بآجال ممتدة.. هو وتلاميذه يتوعدون:
نحن ومن بعدنا الطوفان..
حرية سلام وعدالة… يرددها الناس بعناد باصرار واصوات داوية..
وبكرة اجمل يا وطني