في مقابلة تلفزيونية حملت مؤشرات التحول في الإعلام الرسمي بعد تشبث طويل بالنهج القديم، أجرى الزميل الصحفي فيصل محمد صالح أحد أبرز الوجوه الإعلامية في الثورة السودانية أول مقابلة تلفزيونية مع رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك، الذي أفصح عن شخصيته خلالها، وعن أسلوب تفكيره.
قال حمدوك: “بدأنا محادثات مع أميركا لرفع السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب ومع صندوق النقد الدولي لمناقشة إعادة هيكلة الديون”.
وعن الوضع الاقتصادي وتطلعاته، قال:”إن السودان بحاجة إلى مساعدات خارجية قدرها 8 مليارات دولار خلال العامين المقبلين لتغطية فاتورة الواردات واستعادة الثقة في العملة”.
وأكد حاجة البلد إلى “1-2 مليار دولار ودائع بالعملة الأجنبية في الأشهر الثلاثة المقبلة لوقف تراجع العملة المحلية”.
وأضاف حمدوك “سنعمل على توحيد سعر صرف الجنيه، وأن يدار سعر الصرف عن طريق سعر الصرف المرن المدار”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن “حجم التحديات كبير، وعلينا أن نحقق مطالب الشعب السوداني”، مؤكداً أن السودانيين هم أفضل من يمكنهم فهم اقتصاد بلادهم.
وأكد حمدوك أن الأولوية الأولى هي إ”يقاف الحرب وتحقيق السلام”، و”بناء اقتصاد وطني يقوم على الإنتاج”، و”مكافحة الفساد وتحقيق الإصلاح”.
وذكر أن قوى الحرية تضم تنوعاً كبيراً من التشكيلات السياسية السودانية، ووضعت معايير لاختيار وزراء الفترة الانتقالية، مؤكداً أن الحكومة السودانية المقبلة ستكون حكومة كفاءات، واستبعد حدوث أي مشكلات سياسية حول برنامج الحكم في السودان،.
وأكد حمدوك رفض السودان ل”أن تملى عليه شروط”، وأن “السياسة الخارجية تخضع للمصالح المشتركة”.
وطالب صندوق النقد والبنك الدولي بمساعدة السودانيين، وتفهم أولوياتهم، وأكد عدم اللجوء إلى “خصخصة المؤسسات العامة الحيوية بغض النظر عن موقف صندوق النقد الدولي”.
وأوضح حمدوك أن السودان جسر بين العالم العربي وأفريقيا عبر إطلالته على البحر الأحمر.
وقد اشاد بالتجربة الإثيوبية في النمو الاقتصادي، مؤكداً أنه كان عضو في الفريق الذي خطط لها أيام زيناوي، مشيراً إلى أن السودان يملك إمكانات أعلى بكثير من إثيوبيا.