بعيدا عن التقليل من شأن اصحاب الشهادات العلمية العليا الحديثة من أبناء السودان، وبحثاً عمن ساهموا بخبراتهم الإدرايه والعلمية في نهضات الدول العربية أو الاقليمية كأمثال الدكتور حمدوك.
يحتم الاقتصاد المنهار والبلد ذو الأوضاع المتردية على السيد رئيس الوزراء الانتقالي اختيار شخصيات ذات خبره علمية وإدارية؛ وليس فقط اشخاص يحملون كثيراً من الشهادات العلمية وبراءات الاختراع، ليس لعدم حوجتنا في البلاد الى من تعلموا واكتسبوا المزيد من الخبرات العملية؛ ولكن نحن في فتره تحتاج إلى تثبيت أرضية العمل، فلا يمكننا العمل والتطور على أرض غير ثابته، فالوزارات والمؤسسات لا تعاني فقط من الوزير او المدير العام السيء، ولكنها تذخر بعدد ليس بالهين من الموظفين غير الأكفاء قد يكونون أحد الأسباب الرئيسة في تردي احوال الخدمة المدنية العامة؛ لذالك يتوجب العمل على إيجاد الروح الإدارية التي لا تعرف التلاعب والالتفاف على المصلحة العامة لإعادتها إلى الطريق الصحيح دون الاستعانه بأسلوب نظام الانقاذ بما يسمى الرفد للصالح العام.
كما ان وجود اشخاص ذوي كاريزما إداريه وبعيدة عن المحاصصات الحزبية، وذات خبره علمية وعملية يساهم في إعادة بناء مؤسسات الدوله التى أنهكها حكم الإخوان المسلمين طول الثلاثين عاماً الماضية؛ بسبب الاستهتار التوظيفي (التوظيف بناءً على التزكيه وبعيدا عن الكفاءة).
إن هذه المرحله التي يتطلع أغلب الشعب فيها الى قيام سودان جديد بروح القرن الحادي والعشرين، وما يمتاز به من تطور تكنولوجي يعتمد في الأساس على مراكز علمية ومعامل ليست متوافرة في السودان ومن الأجدى إنشاؤها اولاً،
فالسودان في حاجة إلى إداريين متمرسيين يصنعون الإمكانيات، ولا ينتظرونها، يضعون قراراتهم ويتابعون تنفيذها بأنفسهم؛ وفقاً لمقتضيات المرحله الانتقالية التى تعدّ الاساس لقيام الدولة المنشودة؛ لتكون سبباً في عوده العقول والاستفاده منها، فعلى سبيل المثال لا الحصر فوزارة الخارجية مثلا تحتاج إلى شخصية معروفة إقليمياً ومقبولة، وليس خريج هارفارد او من يحملون فقط درجة الدكتواراه في العلاقات الدولية.
إن من الضروري إنشاء مراكز حقيقيه للدراسات والأبحاث تلتزم المسارات العلمية الحديثة. والمناهج البحثيه تعنى بتقديم دراسات علمية تساهم في تحليل الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتقدمها للحكومه لتعيين محددات السياسيه الداخلية والخارجية مستقبلاً أي انه يمكنننا الاستفادة من العقول المهاجرةليس فقط كوزراء، وانما ايضاً كباحثين. ومساهمين في النهضة، كل في مجاله.