أجمل التهاني والتبريكات أزفها لكم وللأمه الإسلامية جمعاء بمناسبة حلول العام الهجري الجديد.
أحبتي القراء :
غادرنا عام منصرم بحلوه ومره، واقبل علينا عام جديد بآماله واحلامه ومفاجآته، ونسأل الله أن تكون سارة على الجميع وعلى وطننا الحبيب.
يغيّر الله الأحوال من حال إلى حال.
أحبتي قراء التحرير
بين العام والعام هنالك لحظة صمت تهدأ فيها الأنفس وخاصة للمتأملين في (تداخل الأيام والأسابيع والشهور والفصول والسنين) وتتناجى فيها الأرواح، ويكون لدقات القلب صدى بهدوء الليل. ويحاسب المتأمل نفسه ماذا فعلت في الأيام التي مضت؟ ما الذنوب التي اقترفتها في غفلة من أمري؟ هل أرضيت ربي؟ هل قدمت خيراً للبشرية؟ ؛ ماذا دونت لي في الصحائف التي طويت.؟
بالأمس كانت رزنامة مثقلة بثلاثمئة وستين ورقة، أين ذهبت؟ فلنسأل أنفسنا في صمت، لأن الصمت هو الطريقة المثلى لمراجعة الأفكار وتقيميها قبل البوح بها، هل استطعنا إصلاح أنفسنا لكي نستقبل هذا العام بصفحات نواصع!
لله العالم بالسرائر. وعلينا أن نحسن الظن بالله العلي العظيم؛ وكل شيء بعده يهون. الله غفور رحيم ووصانا الا نقنط برحمته. وفي نفس الوقت نمتثل لأوامره ونجتنب نواهيه ونتسامى فوق الجراحات. نسامح ونصفح؛ لأننا خلقنا لحين من الوقت وسنرحل، ولن يبقى إلا الأثر الطيب.
أحبتي الأعزاء ؛-
بما أن في العام الهجري الأول أرسيت فيه دعائم الدوله الإسلامية نسأل الله أن يعين ولاة الأمر على ارساء دعائم الحكم المدني الذي يقود الي الديمقراطية التي نتوق إليها، ويحدونا الأمل لذلك. لأن الأمل علمنا عند السقوط والعثرات والاخفاق لا تستطيع المشي من جديد. والنجاح دون أن تؤمن أولاً بوجوده ليكون هو الخيار الأول لك لبدايه جديدة مشرقه بإذن الله… فلكل من سقط أهمسها من القلب: فتش عن الأمل هنا وهناك لتجده حتماً اول من يكون بجانبك للنهوض من جديد.
فيا أحبتي الكرام
اتمنى ان يكون السودان واحداً موحداً بعيداً عن القبلية والعنصرية البغيضة، والكراهية والبغضاء التي يصنعها وينسجها أعداء النجاح الذين طفوا على السطح من جديد، وفاحت روائحهم الكريهة في الأسافير. ومع مثل هؤلاء علينا بالعمل الدؤوب الذي يغيظ الحاسدين؛ والصمت لأنه افضل وسيله لتجنب الندم على ما تسقطه من قول، وهو الطريقة الانجع لتحويل كل قرصة الي فرصة. إنه غالبا ما يكون هو الرداء الذي يتدثر به الحكماء ويكسبهم هيبة وجلالاً. نسأل الله أن يجنبنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
لكم مودتي واحترامي .
وكل عام أنتم بخير وعافية.. وسوداننا في تقدم وازدهار.
وأختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبة الغر الميامين.
آسيا المدني
مسقط
الأول من سبتمبر 2019م