أتابع بقلق مشوب بالحذر ما يثار حول بعض الخلافات القائمة وسط قوى الحرية والتغيير خاصة من مناصري الجبهة الثورية التي هي جزء من تحالف نداء السودان أكبر مكون من مكونات قوى الحرية والتغيير.
في ذات الوقت قرأت مقالاً لصديقي الأستاذ كمال الجزولي الذي أحرص على قراءة مقالاته منذ أن كان يكتب معنا في “الصحافة” روزمانته الأسبوعية، وأقدر حرصه على وضوح العبارة، وموضوعية الطرح، والتدقيق اللغوي، وقد وقفت كثيراً عند هذا المقال الذي كان بعنوان “ازدواجية السلطة: تجارب الأطراف السودانية”.
كذلك أعدت قراءة مقال القيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال الأستاذ ياسر عرمان في نقد التكتيك المسلح لأهميته في هذه الظروف التي تمر بها الثورة السودانية المواجهة بتحديات حقيقية حتى قبل ان تنتقل عملياً إلى مرحلة الحكم المدني الديمقراطي.
تزعجني كما تزعج كل الحريصين على استقرار السودان وإنجاز مهام انتقال السلطة للحكومة المدنية أحداث الفتنة المدبرة مع سبق الإصرار والترصد من أعداء الديمقراطية والسلام والعدالة كما حدث في الفاشر إبان عقد ندوة قوى الحرية والتغيير.
لكن ما يطمئن حقاً هو الوعي القومي لقادة قوى الحرية والتغيير الذين صمدوا في وجه هذه الفتنة، وعبروا في بيان صحافي عن إدراكهم بأن ما حدث لا يعبر عن أهل الفاشر ولا أهل دارفور الذين أحسنوا استقبالهم وإكرامهم، وعقدوا مؤتمراً صحافياً أوضحوا فيهم مواقفهم المبدئية تجاه قضية السلام في دارفور، وفي كل ربوع السودان.
نحمد لقادة قوى الحرية والتغيير حرصهم على إقامة الندوات التنويرية وسط الجماهير في العاصمة والولايات والتصدي الشجاع للفتن والمؤامرات والأخبار المسمومة التي تستهدف إضعاف موقفهم وشغلهم عن مهام إنجاز التحول الديمقراطي، ودفع استحقاقات السلام والعدالة.
ما يطمئن أكثر أنه رغم المؤامرات الظاهرة والباطنة التي تدار بخبث منظم من أعداء الديمقراطية والسلام والعدالة فإن وعي الجماهير الثائرة وقيادتها الحريصة على إنجاز مهامها بسلام وديمقراطية، مع الثقة الخالصة في رئيس الوزراء المعتمد من قوى الثورة الدكتور عبدالله حمدوك الذي تسنده الإرادة الشعبية الغلابة في قدرته على تجاوز الخلافات الإجرائية، وإعلان التشكيل الوزاري، ودفع استحقاقات الإصلاح القانوني والعدلي، وتنفيذالمشروع الإسعافي الاقتصادي وسد الثغرات امام مسيرة الديمقراطية والسلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين.