إعلان الحكومة المدنية في السودان برئاسة دكتور عبد الله حمدوك يشكل بداية مرحلة دولة المواطنة، التي يجب ان تساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات في ظل مناخ الحرية والتعددية، اي ان تشكيل الحكومة يشكل خطوة مهمة وحيوية على طريق الانتصار لارادة الشعب المعلم .
مبروك لشعبنا هذه الخطوة التاريخية التي صنعتها ثورة بنات وأبناء السودان السلمية الباهرة.
أقول بعد التحية لرئيس ووزراء حكومة الثورة، أنني مثلما وقفت بقوة في وجه طغيان حكومة عمر البشير على مدى ثلاثين عاما فان دوري الصحافي سيتواصل بالقوة نفسها دعما لإنجاز الشعب، على طريق السلام والديمقراطية والعدالة والحكم الرشيد.
أنتم تمثلون المرابطات والمرابطين وكل الذين ضحوا بارواحهم او تشردوا في بقاع الدنيا حتى أنتصر الفجر الجديد،أي أنكم تدركون إدراكاً تاما أن أمامكم مسؤوليات كبيرة وخطيرة .
سأدعمكم قولا وكتابة (كما سأدعم المجلس السيادي في اطار صلاحياته المحددة لأنه أيضا نتاج ثورة الشعب) أقول لرئيس ووزراء الحكومةً انتم تمثلوننا، ونتوقع ان تجسدوا قيما جديدة في صدارتها الشفافية والصدقية واقتران الأقوال بالأعمال ومكاشفة الشعب بالحقائق وتجسيد دور الفريق الواحد في تحمل المسوؤليات،والتفاعل مع نبض الشعب، وهذا سيساهم في بلورة رأي عام يحتضن الحكومة ويدعمكم،وان لم تفعلوا ذلك لن تجدوا الاحتضان الشعبي والدعم المستمر.
شعبنا لن يجامل بشأن حقوقه وتطلعاته المشروعةفي الحرية و العدالة والعيش الكريم ،ولن يساوم على حساب تضحياته ودماء الشهداء والجرحى وأوجاعه بشأن المفقودين.
انحيازكم العملي لمشروع السودان الجديد وتجسيد معادلةالحكم الرشيد وقيمه الجديدة يمثل أهم مدخل لقلوب الناس ، وعقولهم.
في هذا السياق لن أتردد في ابداء الرأي الداعم ،والملاحظات والانتقادات .
أهنئ رئيس الوزراء ووزراء ثورة الحرية والكرامة بالتكليف التاريخي الوطني الكبير،وأهنئ زميلي الأخ العزيز الاستاذ فيصل محمد صالح بتولي حقيبة الإعلام.
فيصل صحافي، مهني من الطراز الأول، وصاحب مواقف وطنية محترمة ومشهودة، عرفته منذ العام ١٩٨٩ وبالتحديد في الأيام الاولى لانقلاب عمر البشير ، اذ كان مراسلا لصحيفة (العرب) القطرية (في مرحلتها الأولى ) اذ كنت اعمل هناك،وقد اوقفته السلطات الانقلابية في زمن قديم، وهذه حقيقة لا يعرفها كثيرون ،وجرى ذلك بسبب رسائله الصحافية وكتاباته المهنية الوطنية.
فيصل يمثلني وأعتقد بأنه يمثل عددا كبيرا من الاعلاميين، سأدعمك بالرأي والملاحظات ،أمامك مسؤوليات تنوء بحملها الجبال ،على طريق بناء مؤسسات اعلامية عصرية ، في مستوى ثورة الشعب ووعي الجيل الجديد وتضحيات قادتنا الوطنيين في كل الأحزاب(يمين ووسط ويسار) وقوى الكفاح المسلح والرواد الأبطال في تجمع المهنيين ومنظمات المجتمع المدني.
مبروك مجددا لشعبنا ميلاد حكومة ثورته،الظافرة، الباهرة.
*رئيس تحرير صحيفة “التحرير” الإلكترونية السابق ومستشار التحرير