انتصار صغيرون تنفي عن نفسها تهمة “الكوزنة”
انتصار صغيرون الزين
. الترشيح للحكومة الانتقالية:
- 1: بعد ظهور تسريبات الترشيح للحكومة الانتقالية ، خرج علينا الدكتور أحمد التجاني برؤية جديدة متعمداً الخلط وأفاد: بأنني لم أحضر موتمر باريس الذي انعقد في خلال الفترة 10 إلى 15 سبتمبر 2018وهنالك من قرأ ورقتي التي أنكرت فيها وجود النوبيين من فترات مبكرة وأنهم ظهروا عام 570 م…. انتهى ادعاؤه… مع علم الجميع بأن صاحبة الورقة هي البروفسيور سامية بشير.هذا الحديث أقل ما يقال عنه أنه يفتقر إلى الدقة، وربما التأليف كون الكاتب دكتور نثق فيه ، فقد كنت حاضرة ومشاركة وقمت بعرض ورقتي والتي لا علاقة لها بالموضوع وكانت عن الاثار الكلونيالية والاسلامية وكيفية الصيانة والمحافظة مقدمة نموذج عمارة الخندق وفنونها.
وبما انني كنت موجودة في باريس، ومشاركة في فعاليات المؤتمر، فإن السؤال المطروح هو: لماذا لم يتصل بي الدكتور احمد التجاني ويناقش هذا الموضوع معي ومع محرري المجلة، وجها لوجه وبمنهج علمي من شأنه أن يزيل اللبس ويبين الحقائق؟لماذا يصر دكتور احمد التجاني سيد احمد على اقحامي في مسالة تاريخ النوبة بالرغم من العالم كله يعرف بان الورقة تخص البروفسيور سامية بشير وقدمها لها المهندس عمر الحاج وأن الفترة المعنية ليست تخصصي..؟ - 2: أشار الدكتور نورالدين منان إلى أنني قدمت ورقة عن الآثار الإسلامية في النوبة ..وأن الوفد قدم اوراقا عن الاسلام في السودان بدعم من حكومة الانقاذ في مؤتمر الدراسات النوبية بوسطن 1998.. أرجو أن أوضح الحقائق الآتية:
• أوراق المؤتمر نشرت في 2004 وهي متاحة إلكترونيا لمن يرغب في الاطلاع عليها
• تنوعت أوراق وفد السودان من فترة نبته قدمها د. صلاح الدين محمد أحمد عن دوكي قيل إلى فايز عثمان، عن جبل البركل أما ورقتي فقد كان عنوانها:
Islamic Qubbas as Archaeological Artifact: origins, features and cultural significance
وهي الورقة الوحيدة التي تناولت موضوعا ذا صلة بالاسلام، دون سائر المشاركين السودانيين.كما تجدر الإشارة إلى أن الأمثلة التي قدمتها وهي موجودة في المقال ليس من بينها أمثلة أو نماذج من النوبة شمال الخرطوم، بل كانت من ابو حراز(مدني) والعيلفون والخرطوم وقبة حمد وخوجلي والشيخ الطيب، شمال امدرمان .
• تخصص الآثار الإسلامية لم يكن موجوداً في مقررات قسم الآثار قبل ابتعاثي للجامعة الأمريكية بالقاهرة ونيلى درجة الماجستير في العمارة والفن الإسلامي. وهو من التخصصات الرئيسية في علم الآثار. ماهي الأثار الأسلامية :-أحد التخصصات الرئيسية في علم الأثار وتخصصت فيها في عهد الديمقراطية الثالثة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة 1987م،وهي التخصص الذي كان ينقص قسم الأثار حيث كان هنالك متخصصون في العصور الحجرية ،عصر البرونز(حضارة كرمة)،عصر الحديد(حضارة نبتة ومروي)،أما العصور الوسيطة فقد تخصص البروفسيور علي عثمان في الفترة المسيحية وتبقي الأسلامية وللعلم هي لاتنفصل عن المسيحية وكما لاتنفصل المسيحية من الفترة السابقة لانها كلها متداخل بعضها مع بعض مؤثر بعضها على بعض.
هذا التخصص داخله تخصصات في العمارة (مدنية /عسكرية/دينية). في الفنون(الفخار/الرسم(التصوير)/الزجاج/المعادن/الكتابة/والنقش علي الخشب والحجر…الخ).وهو تخصص عالمي بدأ في القرن 19م باهتمام جامعي التحف بالأدوات الجميلة التي أنتجتها الخلافات الأسلامية المتعاقبة والتي كانت نتاج تأثير وتأثر بما كان موجوداً في المناطق والتي دخلها الأسلام.ويأتي السؤال هل نجد في السودان مانجده في الدول الأخري من الصين شرقاً وحتي أسبانيا غرباُ؟وكان هذا هو التحدي الذي واجهني في الجامعة الأمريكية عندما أراد أستاذي المرحوم البروفسيور جورج أسكانلون أن اكتب عن الفخار الفاطمي وكان سؤالي لماذا لا أكتب عن السودان ؟وكانت الأجابة هل لديكم آثار أسلامية ؟والأجابة كانت نعم !!لماذا أدرس العمارة والفنون الأسلامية مالم يكن لدينا وكان أن طلب دليلاً وكان الدليل قباب العركيين في أبوحراز،والمحس في العيلفون،ومحس حله حمد وخوجلي، وقبلت أطروحتي دون نقاش وبعدها بدأت النظر في بقايا العمائر الأخري والفنون وهذا حديث يطول. (عن الاسلام في النوبة ارجو الرجوع لما كتبه البروفسور ويليام ادامز 1977/1984/1987/1994).
ثانياً الكوزنة
من الواضح أن الهجوم كان ممرحلاً ..ولم يدرك من قاموا به أن لدي آلاف من الطلاب والزملاء والأصدقاء، واصدقاء اولادي واولاد اخواني واخواتي وأسرة عريضة ممتدة..فخاب المسعي..
الكيل بمكيالين: قالوا بأن المؤتمر الوطني رشحني ضمن قائمة الشخصيات القوميةللبرلمان .نعم سمعت بذلك تلفونياً عندما أتصلت بي مؤكدة للخبر زوجة خالي ياسر عبد الرحمن السيدة اعتدال عبدالقيوم مساءاً وكنت وقتها أدير أعمالي الميدانية في مدينة الخندق . اتصلت مباشرة بالدكتورة انتصار ابوناجمة والتي كانت بدأت في ذات اليوم نهاراً محاولة أقناعي بقبول المهمة باعتبار أن القائمة قومية ولعمري ولمن فاتتهم هذه الجملة-شخصيات قومية-هو أعلان واضح من المؤتمر الوطني بعدم أنتمائي لهم .ولكن كل من يرى من الزاوية التي يحب أن يرى بها الأشياء .لايهم هذا ، المهم أنني أرسلت رسالة اعتذار نصية لتلفون البروفسيور ابراهيم غندور وهو زميل في الجامعة وكان وكيلاً للجامعة ومديراً لها لعدة شهور،وبعدها اتصلت علي خالتي البروف فدوي عبدالرحمن علي طه لتطمئن العالم الذي أصبح يتصل كل دقيقة علي هاتفي للسؤال عن صحة الخبر وانتهي الامر عندي هنا في نفس الليلة وهنالك عدد من الشهود من زملائي ومن اتصلوا منهم الاستاذ الياس فتح الرحمن ،الدكتورة جميلة ابراهيم، البروفيسور أزهري مصطفى صادق إضافة لاسرتي الصغيرة والكبيرة.
ثم الاصرار علي كوزنة الأسرة وكوزنة المرحوم الوالد وايراد أسماء وادعاء انهم إخوتي خلطاً مع أسرة اخرى !!بل ان البعض لا يعرف حتى اين نسكن…الخ. وتعرض والدي المغفور له لاتهام انه أغرق وادي حلفا عندما كان “وزيراً” للري علماً بانه لم يكن وزيراً وقت الاغراق. وقد انبرت للرد بروفسور فدوى عبدالرحمن علي طه بحكم تخصصها في التاريخ الحديث والمعاصر.
لماذا الكيل بمكيالين؟! الم يرشح الرئيس المخلوع رئيس الوزراء الحالي للمالية ؟الم يعتذر منه؟نعم هو استطاع أن يعتذر كتابه لظروف عمله وانا أعتذرت برساله نصية لظروف تواجدي بعيداً عن الخرطوم.
ثالثاً ماذا أعرف عن أثار السودان:- - ما درسته كطالبة وما قمت به من رحلات علمية ميدانية والمشاريع البحثية بالقسم مع الطلاب منذ العام 1992م وحتي اليوم .و وقد كان نتاج ذلك أن التفت إلى الآثار الأسلامية بمناطق المحس ،السكوت،ووادي حلفا.وزرت بنفسي في السنوات الخمس الأخيرة كل المناطق والقري والجزر في هذه المناطق مسجلة بالتصوير والأقمار الصناعية مواقع أثار الفترتيين المسيحية والأسلامية. وكنت أصحح زملائي الذين يدعون بأن الأسلام قد عبر فقط بلاد النوبه ولم يترك أثر هناك وأصحح معلوماتهم بأن الدين الأسلامي تربي هناك وخرج من هناك شيوخ لتعليم أهل الوسط مثل الشيخ ادريس ود الارباب وأرباب العقائد وغيرهم.،كما أن الكم الهائل من القباب وشواهد القبور القديمة دليل علي وجود مسلمين واسلام جنباً الي جنب مع المسيحية وعاشوا في سلام .والحمد لله انني زرت معظم أنحاء السودان ضمن المشاريع أو ضمن مشروعي لتسجيل القباب القديمة فكان أن زرت شرق السودان أركويت وسنكات وسواكن وماحولها ومواقع في الصحراء الشرقية ،كما زرت غرباً الابيض وماحولها ،وبارا والفاشر وكوبي وقريباً أسجل زيارة إلى نيالا،وفي الجنوب والجنوب الشرقي معظم أقليم الجزيرة وحتي الدمازين وفازغلي …وادركت جمال السودان عياناً بياناً.
- قدمت في أكتوبر 2016م بمعهد جوته الألماني محاضرة عن المدافن الأسلامية والهوية والتي أشاد بها كل أبناء النوبة داخل وخارج السودان لان الأدلة الأثارية في القبور الأسلامية، في مظهرها الخارجي وكذلك الممارسات في القبور تشير إلىاستمرارية العادات القديمة والتي لم يلغيها كون أن الأسلام والمسيحية من قبله ديانتان سماويتان لامجال فيها لممارسات داخل القبر كما هو الحال في السابق .وعليه لجأ الناس إلى وضع الأواني خارج القبر سقاية ورعاية للطيور ويذهب أجرها للمتوفي. كما أشرت لعادة وضع الحصي منذ حضارة كرمة 2500قبل الميلاد وغيرها من الممارسات ،واستغرب جداُ لماذا لم يشرإليها من قام بالسب وشتم أعمالي..!
رابعاً: موضوع المرأة الذي ذكرته في حديثي التلفزيوني الاخير.أرجو أن يفهم الحديث في سياقه، لأن المقصود هو توضيح دور الآثار في الهوية! وغيرها من الادلة ومن ضمنها المراة ودورها منذ القدم وهي من الدروس المستفادة في الاثار، وأن ما وصلت إليه اليوم من مكانه خاصة في مجال العمل العام وخاصة مجال الاثار هو يجري في عروقها منذ أقدم العصور من قبل ملكات مروي ووصولاً للعصر الحديث حيث أشرت للسيدة المرحومة فاطمة أحمد ابراهيم والقاضيات…الخ .وللعلم فقد ادخلت في نظريات علم الاثار جزءاًمهماً وهو علم اثار النوع وقدمت أوراقاً علمية في النرويج عن المراة في العمل الآثاري 2004 واخرى في كالقري (كندا) 2006 عن المرأة في السجل الاثري وذلك لاثبات قوتها ومكانتها ليست من عهدها كملكة وإنما حتى في المجتمع منذ العصور الحجرية،. كما تخرجت طالبتي الاستاذة سلمي خوجلي بدرجة الماجستير وكان البحث عن المراة منذ أقدم العصور وحتي اليوم.هذا هو المقصود فأرجو أن أكون قد وضحت هذه المسالة
خامساً:ما خرجت به من دروس:
الحمدلله الذي اعطاني القوة لاستحمل كل هذه الشتائم والسباب منذ ديسمبر 2017م وحتي تاريخه،ولا اكتم سراً إذا قلت سعدت بالحملة الجائرة بالرغم من قسوتها وضراوتها ..سعدت به لأنها:
(1) اعطتني فرصه مشاركة أخري ،بعد مشاركة المبادرة، للشهداء والمغتصبات والجرحي(معنوياُ ونفسياً)،وأن تكون معاناتي وما اصابني من أذى معنوي، ضريبة لهذا الوطن.
(2) أن احتسب ما أصابني من ضر ومن ظلم ومن أذى حسنات تنهمر على صحائف اعمالي.
(3)ثمالقدر الوفير من الحب الذي تدفق جداولاً وانهارا من الاهل والأسرة الصغيرة والكبيرة والطلاب والطالبات والزميلات والزملاء،والصديقات والاصدقاء والمعارف..وأجمل شئ كان من أصدقاء أصدقاء أبنائي وابناء اخواني.
وشكراً ابن الخالة حاتم مقداد علي النغم الذي ارسلته فقد نزل علي برداُ وسلاماُ.
وأخيراُ وليس اخراً:الآثار لها أهمية قومية في رتق النسيج الاجتماعي ..وفي جمع الشمل ولم الاطراف المتناحرة وليست لخلق فرقة بين شعب واحد يقطن منطقة واحدة والآثار لها في ذات الوقت اهميتها الاقتصادية إن احسنت ادارتها ..وسانشر تباعا صوراً لمقالاتي في الصحف في تسعينات القرن الماضي، تنويراً للعامة عن ارض النوبة. وليبحث المرجفون عن عدوهم الحقيقي وليدرك الاخرون ممن ينشرون دون تحقق، ان سياسة القطيع توردهم موارد التهلكة.
انتصار صغيرون الزين
بنت فوزية عبد الرحمن علي طه
5 سبتمبر 2019م