ظهر جلياً في زيارة السيد رئيس الوزراء للمتضررين من السيول والفيضانات في ودرملي، ظهر جلياً أن الرجل يرغب في النزول الى أرض الحدث ومعايشة واقع المواطن .
ولكن جاءت تلك الزيارة اليتيمة، وهي تقف وحدها ميدانياً، دون زيارات أخرى لمآسي أخرى لا تقل عن ودرملي. لا نعتب على الرجل ولا نرغب في أن نقصم ظهره من قولة تيت، والرجل مازال يتلمس موطئ قدمه، ولكن على حمدوك ومجلس وزراءه أن يعلموا أننا وإن كنا ناهضنا النظام السابق وسعينا سعياً حثيثاً لإسقاطه عبر سلاح الكلمة، فإننا وعلى ذات المنوال سننظر ونبصر أيها أذكى طعاماً فليأتنا به .
سننظر وسنعمل على تقديم كل النصح والمشورة وعلى الطرق على أماكن الفساد والبوابات العصية على الفتح، سنمد يد العون ونكون أمامه إن لم نكن خلفه، ولكن متى ما تراىء لنا الانحراف على جادة الطريق وسكة الثورة التي مهرت بالدماء والدموع، فليعلموا جميعاً أن (لساتكنا) جاهزة للاشتعال .
سنحرق لستكاً كلما بعدوا عن المواطن وهمومه، وسنزرع شجرة كلما ساروا على جادة الطريق .
السيد حمدوك.. طريق النجاح يبدأ من الشارع، أنزل الى الشارع وشاهد بنفسك منظر المؤسسات التعليمية لتعلم أن قرار فتح المدارس دون زيارة ميدانية لمعالجة ومعاينة الضرر الذي لحق بالبيئة المدرسية المتضررة والمتردية أصلاً لم يكن موفقاً.
هنالك أكثر من ٣٠٠ مدرسة تضررت بفعل الأمطار والسيول الأخيرة ، الكثير منها انهار وما تبقى لا يصلح لاستيعاب جدول ضرب .
كنت أتمنى وعقب زيارتك لودرملي أن تطوف على المدارس المتضررة لتعرف حجم الخسائر الحقيقية. فمدارس الخرطوم ليست آمنة لأطفالنا .
نخشى انهيار سقف او حائط او تصدع حمام، فيلحق تلاميذ هنا وهناك بمصير أستاذة الأجيال المربية الفاضلة المرحومة رقية، والتي انهار بها حمام المدرسة في ام درمان .
لا نطلب أن يتم تجهيز المدارس وكأننا في أوروبا، ولا نتحدث هنا عن إنشاءات حديثة ونعلم أيضاً أنك لا تملك عصا موسى، ولكننا نطالب بالحد الأدنى من الصيانه والتأهيل .
قرار إعادة فتح المدارس نفسه إن لم يصطحب الغياب لفترة امتدت لشهرين كاملين لن يكون في صالح تلاميذ الصفين الثامن والثالث الثانوي .
ستعمد المدارس الى كلفتة المنهج ، لذلك على رئيس الوزراء ألا يترك أمر التعليم للوزير المكلف، فملف التعليم أخطر وأهم ملف، عليه تقوم وستكون وستتحقق نهضة السودان المرتجاة.
خارج السور
حمدوك..أترك كل شيء وأنزل الى الشارع.. فدرب النجاح يمر عبر المواطن..