يبدو لي أن معظم وزراء الحكومة الانتقالية كأن الوزارة اتتهم على حين غرة. وحسب مصطلح الرياضيين هم مازالوا خارج الفورمة.
كنا نعتقد أن ثورة ديسمبر باغتت السياسيين فقط، ولكن الواضح انها باغتت حتى من تم استوزارهم، او فلنقل معظمهم حتى نكون صادقين.
مثلاً عضو السيادة دكتورصديق تاور استلم مذكرة المتظاهرين امس وقال الثوار طالبوا بعبد الحافظ نائباً عام وعبدالقادر رئيساً للقضاء، وليس لنا غير الاستجابة! ولنفترض ان مجلس السيادة فشل في تنفيذ هذا الطلب (وهذا متوقع بنسبة كبيرة) لأسباب معلومة للجميع، ولا داع للخوض فيها هنا. هل ستترك موقعك في السيادي ام ستواصل؟
مثال اخر مراسل مبتدئ لقناة الجزيرة وبخبث هذه القناة يجمع عدداً من الوزراء الجدد وبطريقة ساذجة .. ويطرح اسئلة.. وإجابات متضاربة ومتقاطعة من الوزراء بطريقة مخجلة. مثال ثانٍ.. وزير الشؤون الدينية .. هذا الوزير يتحدث ويتدخل في شؤون وزارات أخرى بطريقة خطيرة غير مبال بما يقول.
مثال ثالث: وزيرة الشباب قالت ستفتح تحقيقاً حول المدينة الرياضية .. هل هي تعلم ان هذه المدينة تتبع لرئاسة الجمهورية؟
على السيد حمدوك أن يلجم هؤلاء قبل فوات الأوان … ضبط الخطاب الاعلامي من ضرورات المرحلة.
غير بعيد من الموضوع . تناولت الاسافير امس ان وزير العدل أقال وكيل الوزارة .. لكل ذي بصيرة الخطاب المتداول يقول بوضوح ان صلاحيات الوكيل تم تحويلها لمستشارة أخرى في الوزارة دون الحديث عن اي اقالة للوكيل … المعلومات التي لدي تقول إن الوكيل طلب اجازة مفتوحة لمرافقة والدته المريضة .. (يعني ما في اقالة ولا يحزنون).
خلاصة الامر: الوزراء يحتاجون الى قليل من التروي و( التقلة)، وارجو الا يكونوا متاحين لهذه الدرجة المزعجة لوسائل الاعلام المختلفة . لا تنسوا انكم وزراء تمثلون واحدة من اعظم ثورات الشعوب .. كونوا قدرها او فارقونا غير مأسوف عليكم.