عادل جبريل
بمزيد من الحزن و الأسي ينعي السيد رئيس جمعية الصداقة السودانية الهولندية وأسرة الجمعية رحيل الإعلامي الكبير عبد المحمود أبوشامة، الذي يعدّ من أقدم المهاجرين السودانيين بهولندا، والذي أسهم بصورة فعالة في إنشاء الإذاعة العربية الهولندية في هلفرسم. نسأل الله له الرحمة و المغفرة انشالله.
من هو عبد المحمود أبو شامة ؟
كتب عنه هشام عبد الملك الجعلي في صفحة جمهورية ودنوباوي الاتي:
هو من مواليد ام درمان حي السوق 1934 درس في مدرسة المسالمة وامدرمان الأولية ثم مدرسة ام درمان الأميرية ثم ام درمان الأهلية.
هو من سلالة آباء سبعة عشر منهم عمل بالقضاء، وقد تم قبوله بكلية القانون جامعة الخرطوم، وقد تزامن ذلك مع أول انتخابات في السودان، واصطدم بلجنة الدستور إذ جعلت التصويت لثلاثة مليون نسمة بينما سكان السودان آنذاك ثمانية، وقد استبعد النساء من التصويت فاعترض على ذلك اعتراضاً شديداً، وعندما سمع والده ذلك، ارسله إلى لندن تجنباً للإحراج مع زملائه القضاة والقانونيين، ودرس العلوم السياسية بدلا عن القانون.
كان رئيس تنظيم شباب الانصار وقد تم انتدابه كممثل لحزبه بالإذاعة وقد قدم عدة برامج نذكر منها قصة اية وبرنامج آخر باسم قصة اغنية.ثم اختارته لجنة للسفر إلى انجلترا للتدرب والعمل في البي بي سي العربية وذلك لصفاء صوته ولغته الرصينة . وفي تلك الإذاعة كان يقوم بترجمة الأخبار وتشكيلها وقراءتها.
ومن لندن سافر مع صديقه الفلسطيني إلى هولندا وعمل بإذاعة هلفرسوم العربية وكانت أجهزتها حديثة، فاتاح له ذلك العمل كمراسل فقابل رؤساء كثير من الدول ونقل اهم الاحداث الرياضية والثقافية والسياسية في اثنين وعشرين دولة، وفي هولندا التقي بزوجته وتزوجا وعاد إلى السودان.
تحدث معي عن تجربة تعليم ابنته، وكان يعتقد بأن سن قبول الطلاب في المدارس غير مناسب (متاخر) وأشار إلى بعض نماذج كراسات الطلاب الذين يدرسون في روضته وهم في الثالثة من عمرهم ولهم القدرة على الكتابة والفهم بصورة جيدة،وقد درست ابنته في المنزل بجهد والديها وقد تخرجت من الجامعة وكانت متفوقة وهي في عمر أصغر بكثير من زملائها وارجو منها إلقاء الضوء على هذه الجزئية.
وقد تكون الروضة التي أنشأتها زوجته وتولى رعايتها من بعد وفاتها هي رسالة منهما للمجتمع مفادها (أن الأطفال تضيع منهم سنوات يمكن استغلالها) .
كان اول مصنع أقلام رصاص في السودان قد بناه عبد المحمود ابو شامة واستورده من هولندا في عام 1964.
كان مهتما بالتاريخ وقد الف كتاباً يعد مرجعاً (من ابا لتسلهاي) ، وقد ذكر لي صديق وزميل دراسة هاجر إلى أمريكا وهو فنان تشكيلي بأن هذا الكتاب له الفضل في تعديل نظرته إلى السودان وتاريخه وفهمه. وكان من المفترض أقابله بالراحل، ولكن إجازته القصيرة لم تتح لنا ذلك.
نسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا ويجعل قبره روضة من رياض الجنة.
والتعازي موصولة إلى ابنته بقطر وأهله وزويه في ودنوباوي و في السودان و لكل معارفه بهولندا.
عادل جبريل
أم درمان 14 سبتمبر 2019